كتاب شرح الكافية الشافية (اسم الجزء: 1)

ولكن الاعتداد بالنفس الذي قضى عليه أن يلابس دهره كما شاء في الجملة، لا كما أراد بالتفصيل.
فضحك لجوانب الحياة المظلمة، وهزأ بما يراه غيره نعمة، ورضي من الزمان حلوه ومره، وقنع بالعيش يسره وعسره.
وفي الرضا والقناعة عزاء للنفس، وشفاء للروح.
أخلاقه:
حبا الله -تعالى- المصنف بأخلاق عالية، وطبعه على خلال حميدة، فغدا موضع الرضا والاحترام، والتكريم والتبجيل من كل من عرفه، أو اتصل به، ولم يسمع أن واحدًا من مريديه، أو المخالطين له أنكر عليه شيئًا رآه فيه.
وهو في نظر مؤرخيه كثير العبادة، حسن السمت، كامل العقل1 مهذب ذو رزانة وحياء ووقار2.
لا يرى إلا وهو يصلي، أو يتلو، أو يصنف، أو يقرئ، فله الدين المتين، والتقوى الراسخة3، والعفة4.
ولعل أوضح أخلاق ابن مالك، وأبرزها وأخلدها على الزمان:
الترفع والإباء، والاعتداد بالنفس.
والاعتداد بالنفس صفة محمودة تصفي على صاحبها كمال
__________
1 فوات الوفيات 2/ 227، نفح الطيب 7/ 63، مرآة الجنان 4/ 173، دائرة معارف البستاني المجلد الأول ص 674، دائرة معارف القرن العشرين المجلد 9 ص 431، بغية الوعاة ص 53.
2 نفح الطيب 7/ 278.
3 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 28.
4 حاشية الخضري على ابن عقيل ص 6.

الصفحة 28