كتاب شرح الكافية الشافية (اسم الجزء: 1)

وقد كتبت الأولى في يوم الثلاثاء السادس والعشرين من ذي الحجة من سنة أربع وستين وستمائة.
وكانت الثانية في يوم الخميس التاسع والعشرين من ربيع الأول سنة سبع وستين وستمائة.
وفي الإجازتين يقرر ابن مالك أن تلميذه ابن جعوان قرأ عليه. "هذا الكتاب من أوله إلى آخره قراءة تامة التصحيح، عامة الاستيضاح والتوضيح، شاهدة لمتحريها بانقياد الفهم، وإبعاد الوهم"1.
فإذا ثبت أن ابن جعوان -وهو واحد من تلاميذ الشيخ- قرأ على أستاذه ذلك الكتاب الضخم مرتين متتاليتين في الزمان المبين، وثبت أن المصنف استوفى أجله عام اثنتين وسبعين وستمائة، ثبت أن الشيخ اشتغل باللغة في أخريات أيامه بين مدرس ومصنف.
يؤيد ذلك ما قاله أبو الثناء، محمود كاتب السر في "دمشق":
"جلس ابن مالك يومًا، وذكر ما انفرد به صاحب المحكم عن الأزهري في اللغة"2.
ولم يسمع واحد من غير أهل "دمشق" يقول عن المصنف مثل ذلك. من كل ما سبق يتضح ما يلي:
أن المصنف نظم "الكافية الشافية"، وشرحها قبل أن يدخل "دمشق".
أن يوم دخول المصنف "دمشق" ليستقر فيها غير معلوم، لكن
__________
1 إكمال الإعلام في تثليث الكلام مخطوطة دار الكتب المصرية رقم 728 لغة.
2 الوافي بالوفيات 3/ 359.

الصفحة 49