كتاب شرح الكافية الشافية (اسم الجزء: 1)

فرفع التوكيد حملًا على معنى الابتداء في المؤكد مع أنهما شيء واحد في المعنى.
فإن يكون ذلك في المعطوف والمعطوف عليه لتباينهما في المعنى أحق وأولى.
ونسب سيبويه قائل: "إنهم1 أجمعون ذاهبون" إلى الغلط2 مع أنه من العرب الموثوق بعربيتهم.
وليس ذلك من سيبويه -رحمه الله- بمرضي، بل الأولى أن يخرج3 على أن قائل ذاك4 أراد: أنهم هم أجمعون ذاهبون.
على أن يكون "هم" مبتدأ مؤكدًا بـ"أجمعون" مخبرًا عنه بـ"ذاهبون".
ثم حذف المبتدأ، وبقي توكيده، كما يحذف الموصوف، وتبقى صفته.
وأكثر ما يكون ذلك في صلة الموصول نحو: "قدم الذين فارقت أجمعين". أي: الذين فارقتهم أجمعين.
__________
1 هـ "إنهوا أجمعون".
2 قال سيبويه في الكتاب 1/ 290:
"واعلم أن ناسًا من العرب يغلطون فيقولون: "إنهم أجمعون ذاهبون" و"إنك وزيد ذاهبان".
3 ك "تخرج".
4 ك وع "ذلك".

الصفحة 515