كتاب شرح الكافية الشافية (اسم الجزء: 1)

ويجوز أن يكون الشاعر لم يقصد العرض، ولكنه نون مضطرًا، وهو قول يونس1، والأول أجود وهو قول الخليل.
فإذا قصد بـ"ألا" التمني2 امتنع الإلغاء، واعتبار معنى الابتداء عند سيبويه3. لا عند المازني،4، والمبرد5.
__________
1 قال سيبويه 1/ 359:
وسألت الخليل -رحمه الله- عن قوله:
ألا رجل جزاه الله خيرًا ... يدل على محصلة تبيت
فزعم أنه ليس على التمني، ولكنه بمنزلة قول الرجل، فهلا خيرا من ذلك، كأنه قال: ألا تروني رجلًا جزاه الله خيرًا.
وأما يونس فزعم أنه نون مضطرًا.................والذي قاله مذهب".
2 ع "بالتمني".
3 قال سيبويه في الكتاب 1/ 359:
"وأعلم أن "لا" إذا كانت مع ألف الاستفهام، ودخل فيها معنى التمني عملت فيها بعدها فنصبته، ولا يحسن لها أن تعمل في هذا الموضع إلا فيما تعمل فيه في الخبر، وتسقط النون والتنوين، كما سقطا في الخبر. فمن ذلك: "ألا غلام لي" و"ألا ماء باردًا".
4 جاء في هامش كتاب سيبويه مخطوطة دار الكتب المصرية 65 نحو عند قول سيبويه: "ومن قال "لا غلامَ أفضلُ منك" لم يقل في "ألا غلام أفضل منك" إلا النصب؛ لأنه دخله معنى التمني، وصار مستغنيًا عن الخبر كاستغناء "اللهم غلامًا"، ومعناه "اللهم هب لي غلامًا":
قال أبو عثمان بكر بن محمد:
الرفع عندي في التمني جيد بالغ.
أقول: ألا غلام وألا جارية؟ كما قلت في الخبر.
وقال: أقول في الاستفهام كما أقول في الخبر سواء، أقول: "ألا رجل أفضل منك".
5 قال المبرد في المقتضب 4/ 382 ها باب "لا" إذا دخلها ألف =

الصفحة 534