كتاب شرح الكافية الشافية (اسم الجزء: 2)

وحذف المفعولين أسهل من حذف أحدهما لكن بشرط الفائدة1.
فلو قال قائل دون تقدم كلام، ولا ما يقوم مقامه: "ظننت" مقتصرًا لم يجز لعدم الفائدة.
نصَّ على ذلك سيبويه2 -رحمه الله-3 إذ لا يخلو أحد من ظن.
فلو قارنه سبب يقتضي تجدد مظنون جاز ذلك لحصول الفائدة كقوله تعالى: {إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّون} 4. وكقول بعض العرب: "من يسمع يخل"5.
"ص":
و"أنْ" و"أنَّ" مع ما به وصل ... عن جزأي الإسناد مغنيًا جعل
كـ"يحسبون أنهم على شي" ... و"ما ظننت أن يخان في الفي"
وما سوى "هب" و"تعلم" و"وهب" ... صرف وأوجب للصروف ما وجب6
__________
1 هـ "بشرط الإفادة".
2 ينظر كتاب سيبويه 1/ 18، 19.
3 هكذا في هـ وسقط من باقي النسخ "رحمه الله".
4 من الآية رقم "24" من سورة "الجاثية".
5 أي: من يسمع أخبار الناس ومعايبهم يقع في نفسه عليهم المكروه "ينظر أمثال الميداني 2/ 300".
6 ع "وواجب المصروف" وط "وأوجب للظروف".

الصفحة 553