ولا يجيز غير الأخفش من البصريين أن ينوب غير المفعول به وهو موجود.
وأجاز ذلك الأخفش1 والكوفيون ويؤيد مذهبهم قراءة بعض القراء2: "ليُجزى قوما بما كانوا يكسبون"3.
فأسند "ليجزي" إلى الجار والمجرور. ونصب "قوما" وهو مفعول به.
ومثل هذه القراءة قول الراجز:
324-
لم يعن بالعلياء إلا سيدا
325-
ولا شجا ذا الغي إلا ذو هدى
__________
1 قال أبو الفتح في الخصائص 1/ 397:
"وأجاز أبو الحسن "ضرب الضرب الشديد زيدا" و"دفع الدفع الذي تعرف إلى محمد دينارا" و"قتل القتل يوم الجمعة أخاك" ونحو هذه المسائل ثم قال:
هو جائز في القياس، وإن لم يرد به الاستعمال".
2 هكذا في الأصل وفي هـ. يزيد بن القعقاع أحد مشايخ نافع وفي ع وك قراءة أبي جعفر.
والإمام أبو جعفر هو يزيد بن القعقاع المخزومي المدني أحد القراء العشرة تابعي مشهور كبير القدر عرض القرآن على ابن عياش وابن عباس وأبي هريرة وروى عنه نافع وغيره وتوفي سنة 130هـ.
3 من الآية رقم "14" من سورة "الجاثية".
324، 325- هذان بيتان من مشطور الرجز ينسبان لرؤبة، وهما في زيادات الديوان ص173، والبيت الأول في ديوان العجاج ص73 والبيت الثاني في ديوانه ص76 وهذا البيت سقط من هـ.