كتاب شرح الكافية الشافية (اسم الجزء: 2)

وحكم ما سوى "أنَّ" و"أنْ" إذا حذف ما يجره أن ينصب كقوله:
334-
لدن بهز الكف يعسل متنه ... فيه كما عسل الطريق الثعلب
وقد يحذف الجار ويبقى الجر كقوله:
335-
إذا قيل: أي الناس شر قبيلة؟ ... أشارت كليب بالأكف الأصابع
أراد: أشارت إلى كليب. فحذف "إلى" وأبقى عملها.
[ورأى علي بن سليمان الأخفش اطراد الحذف والنصب فيما لا لبس فيه كقول الشاعر:
336-
تحن فتبدي ما بها من صبابة ... وأخفي الذي لولا الأسى لقضاني
أي: لقضى عليَّ] 1.
__________
1 سقط ما بين القوسين من هـ، وجاء في ع وك متقدما على قوله: "وقد يحذف الجار ويبقى الجر".
334- من الكامل قاله ساعدة بن جؤية الهذلي من أبيات في وصف الرمح "ديوان الهذليين 1/ 190".
اللدن: اللين النعام
يغسل: يشتد اهتزازه.
عسل الثعلب والذئب في عدوه: اشتد اضطرابه.
335- من الطويل قاله الفرزدق في هجاء جرير وقومه "الديوان 520".
336- من الطويل نسبه العيني 2/ 552 لعروة بن حزام. وليس في ديوانه. ونسبه المبرد في الكامل 1/ 20 لأعرابي من بني كلاب وذكر معه أبياتا أخرى. والضمير في "تحن" لناقته التي ورد ذكرها في البيت الأول وهو:
فمن يك لم يغرض فإني وناقتي ... بحجر إلى أهل الحمى غرضان
الأسى: جمع أسوة بضم الهمزة ولا يمكن أن يراد بالأسى
الحزن -بفتح الهمزة- لأنه يغير المعنى.

الصفحة 635