كتاب شرح الكافية الشافية (اسم الجزء: 1)

وبلغنا أن بعضهم قرأ "يُحَاسِبُكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ".
قرأ بالرفع عاصم، وابن عامر.
وبالجزم نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي".
وأحيانًا كان المصنف لا ينسب القراءة لصاحبها كقوله1:
"قد يحذف من المضاف تاء التأنيث كقول الشاعر:
ونار قبيل الصبح بادرت قدحها ... حيا النار قد أوقدتها للمسافر
أراد: حياة النار.
وقال الشاعر:
إن الخليط أجدوا البين وانجردوا ... وأخلفوك عدا الأمر الذي وعدوا
أراد: عدة الأمر، ومنه قراءة بعض القراء: {لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً} .
والمصنف في استشهاده بالقراءات لا يفرق بين قراءة وأخرى، فهو يستشهد بالقراءات السبع كما يستشهد بالقراءات الشاذة.
وقد يصرح بشذوذ القراءة كقوله:2
"ولو توسطت "إذا" بين ذي خبر وخبر، أو بين ذي جواب وجواب ألغيت. ولو قم عليها حرف عطف جاز إلغاؤها، وأعمالها، وإلغاؤها أجود، وهي لغة القرآن التي قرأ بها السبعة في قوله تعالى: {وَإِذًا لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلًا} .
وفي بعض الشواذ: "لا يَلْبَثُوا" -بالنصب.
__________
1 شرح الكافية الشافية "الورقة 39 ب".
2 شرح الكافية الشافية "الورقة 73 أ".

الصفحة 85