كتاب دلائل النبوة للبيهقي محققا (اسم الجزء: 1)

وَالِانْطِلَاقَ وَطَلَبَ [ (228) ] مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ دَلِيلًا، فَبَعَثُوا مَعَهُ رَجُلًا مِنْ هُذَيْلٍ [ (229) ] يُقَالُ لَهُ: نُفَيْلٌ، فَخَرَجَ بِهِمْ يَهْدِيهِمْ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْمُغَمَّسِ [نَزَلُوا الْمُغَمَّسَ] [ (230) ] مِنْ مَكَّةَ عَلَى سِتَّةِ أَمْيَالٍ، فَبَعَثُوا مُقَدِّمَاتِهِمْ إِلَى مَكَّةَ، فَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ مُتَفَرِّقِينَ [ (231) ] عَبَادِيدَ فِي رؤوس الْجِبَالِ، وَقَالُوا: لَا طَاقَةَ لَنَا بِقِتَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ. فَلَمْ يَبْقَ بِمَكَّةَ أَحَدٌ إِلَّا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ، أَقَامَ عَلَى سِقَايَتِهِ، وغير شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ، أَقَامَ عَلَى حِجَابَةِ الْبَيْتِ. فَجَعَلَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ يَأْخُذُ بِعِضَادَتَيِ الْبَابِ، ثم يقول:
لا هم [ (232) ] إِنَّ الْعَبْدَ يَمْ ... نَعُ رَحْلَهُ [ (233) ] فَامْنَعْ حِلَالَكْ [ (234) ]
لَا يَغْلِبُوا بِصَلِيبِهِمْ ... وَمِحَالِهِمْ [ (235) ] عَدْوًا [ (236) ] محالك
__________
[ (228) ] في (هـ) : «طلب» بدون حرف العطف.
[ (229) ] في (ح) : «من أهل هذيل» .
[ (230) ] الزيادة من (ص) و (ح) .
[ (231) ] «متفرقين» ساقطة من (هـ) .
[ (232) ] في (ص) : اللهم، وهي أصل: (لا همّ) ، والعرب تحذف الألف واللام وتكتفي بما بقي، وكذلك تقول: «لاه أبوك» تريد: «لله أبوك» وهذا لكثرة دور هذا الاسم على الألسنة.
[ (233) ] في (هـ) و (ص) : «حله» .
[ (234) ] (حلالك) : جمع حلة، وهي جماعة البيوت، وقال السّهيلي: الحلال في هذا البيت: القوم الحلول في المكان، والحلال: مركب من مراكب النساء، والحلال أيضا: متاع البيت، وجائز أن يستعيره هنا.
[ (235) ] (المحال) : القوة والشدة.
[ (236) ] (غدوا) : جاءت في نسخة (ص) عدوا، مصحفة، وصحتها بالغين المعجمة، قال في «النهاية» : «أصل الغدو: هو اليوم الذي يأتي بعد يومك، فحذفت لامه، ولم يستعمل تاما إلا في الشعر» ومنه قول ذي الرّمة:
وما الناس إلا بالديار وأهلها ... بها يوم حدّوها وغدوا بلاقع
قال: ولم يرد عبد المطلب الغد بعينه، وإنما أراد تقريب الزمان.

الصفحة 118