كتاب دلائل النبوة للبيهقي محققا (اسم الجزء: 1)

كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا بَلَغَهُ عَنِ الرَّجُلِ الشَّيْءُ لَمْ يَقُلْ: مَا بَالُ فُلَانٍ يَقُولُ؟
وَلَكِنْ يَقُولُ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا [ (26) ] .
لَفْظُ حَدِيثِ عُثْمَانَ. وَفِي رِوَايَةِ الْعَبَّاسِ: إِذَا بَلَغَهُ الشَّيْءُ عَنِ الرَّجُلِ لَمْ يَقُلْ كَذَا وَكَذَا. ثُمَّ ذَكَرَهُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَخْتَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عليه وسلم، وَعَلَيْهِ بُرْدٌ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَ بِرِدَائِهِ جَبْذًا شَدِيدًا، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسُولِ الله، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الْبُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ. ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِيَ مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي عِنْدَكَ. قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ له بعطاء [ (27) ] .
__________
[ (26) ] أخرجه أبو داود في الأدب، باب في حسن العشرة، ح (4788) ، ص (4: 250) ، وهو مختصر من حديث أخرجه البخاري في الأدب، وفي الاعتصام بالسنة، ومسلم في فضائل النبي صلى الله عليه وسلّم، (35) باب علمه صلى الله عليه وسلم بالله، وشدة خشيته، ح (127) ، عن عائشة، قالت: «صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرًا فترخّص فيه، فبلغ ذلك ناسا من أصحابه، فكأنهم كرهوه وتنزهوا عنه.. إلخ الحديث.
[ (27) ] أخرجه البخاري في: 57- كتاب فرض الخمس (19) باب ما كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلّم يعطي المؤلفة قلوبهم، فتح الباري (6: 251) ، كما أخرجه أيضا في: 77- كتاب اللباس (18) باب البرود، فتح الباري (10: 275) ، وفي: 78- كتاب الأدب (68) باب التبسم والضحك، فتح الباري (503- 504) .
وأخرجه مسلم في: 12- كتاب الزكاة (44) باب إعطاء من سأل بفحش وغلظة، ح (128) ، ص (730) ، كما أخرجه أبو داود في الأدب، والنسائي في القسامة، والإمام أحمد في «مسنده» (3: 153، 210) .

الصفحة 318