كتاب دلائل النبوة للبيهقي محققا (اسم الجزء: 1)

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ مَا بَعَثَنِيَ اللهُ، [تَعَالَى] بِهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمًا [ (9) ] فَقَالَ: يَا قَوْمِ، إِنِّي رَأَيْتُ الْجَيْشَ بِعَيْنَيَّ، وَأَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ [ (10) ] ، فَالنَّجَاءَ، فَأَطَاعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَأَدْلَجُوا، فَانْطَلَقُوا عَلَى مَهَلِهِمْ [ (11) ] ، فَنَجَوْا، وَكَذَّبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ، فَأَصْبَحُوا مَكَانَهُمْ، فَصَبَّحَهُمُ الْجَيْشُ، فَأَهْلَكَهُمْ وَاجْتَاحَهُمْ، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ أَطَاعَنِيَ وَاتَّبَعَ مَا جِئْتُ بِهِ مِنَ الْحَقِّ، وَمَثَلُ مَنْ عَصَانِي وَكَذَّبَ مَا جِئْتُ بِهِ مِنَ الْحَقِّ [ (12) ] .
__________
[ () ] وأخرجه مسلم فِي: 43- كِتَابِ الْفَضَائِلِ (5) بَابُ بيان مثل ما بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلّم من الهدى والعلم، الحديث (15) ، ص (1787) من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة، وأبي عامر الأشعري، ومحمد بن العلاء، قالوا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بريد ...
وأخرجه النسائي في العلم (في الكبرى) عن القاسم بن زكريا الكوفي، عن أبي أسامة، تحفة الأشراف (6: 438- 439) .
[ (9) ] في (ح) و (هـ) : قومه. وأثبتّ ما في (م) وهو موافق لرواية البخاري.
[ (10) ] (أنا النذير العريان) قال العلماء: «أصله أن الرجل إذا أراد إنذار قومه وإعلامهم بما يوجب المخافة نزع ثوبه وأشار به إليهم إذا كان بعيدا منهم ليخبرهم بما دهمهم، وأكثر ما يفعل هذا طليعة القوم ورقيبهم» .
[ (11) ] في (م) : «مهلتهم» .
[ (12) ] أخرجه البخاري كاملا بإسناده عن أبي كريب، عن أبي أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، في: 96- كتاب الاعتصام بالسنة، (2) باب الاقتداء بسنن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فتح الباري (13: 250) .
وأخرجه البخاري سوى الفقرة الأخيرة منه، وبنفس الإسناد في: 81- كتاب الرقاق، (26) باب الانتهاء عن المعاصي، فتح الباري (11: 316) .
وأخرجه مسلم في: 43- كتاب الفضائل، (6) باب شفقته صلّى الله عليه وسلّم على أمته، ومبالغته في تحذيرهم مما يضرهم، الحديث (16) ، صفحة (1788) .

الصفحة 369