وقرأت على أم القاسم خديجة بنت إبراهيم بن سلطان بدمشق، عن القاسم بن مظفر بن عساكر فيما قرئ عليه وهي تسمع في الخامسة، وهي آخر من حدث عنه بالسماع، قال: أنا الأنجب بن أبي السعادات في كتابه، عن مسعود بن الحسن الثقفي، أنا أبو بكر بن أحمد السمسار، أنا إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني، ثنا الحسين بن إسماعيل إملاء، ثنا عبد الله بن شبيب، ثنا إبراهيم بن المنذر، حدثني الحجاج بن ذي الرقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير، عن أبيه، عن جده، قال: أخرج كعب بن زهير، فذكر القصة إلى أن قال: فأقبل كعب بن زهير حتى قدم المدينة، فأناخ راحلته على باب المسجد، ثم دخل والنبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، قال: فدنوت حتى جلست بين يديه، فأسلمت ثم قلت: أأنشد يا رسول الله؟ قال: ((أنشد)) فأنشد قصيدته التي يقول فيها:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ...
إلى أن قال:
إن الرسول لنورٌ يستضاء به ... مهندٌ من سيوف الله مسلول
فأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بكمه أن تعالوا اسمعوا.
هذا حديث غريب، تفرد به إبراهيم بن المنذر بهذا الإسناد.
وقد وقع لنا من وجه آخر عنه مطولاً، وفيه سياق القصيدة بتمامها.
وقد جمع العلماء بين هذه الأحاديث وبين أحاديث النهي بنحو مما أشار إليه الشيخ في الترجمة، ومنهم من حمل النهي على التنزيه، والفعل على بيان الجواز، ومنهم من فصل فحمل النهي على ما فيه فحش أو إيذاء المسلم أو نحو ذلك، والإذن على ما فيه مدح النبي صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك، وما عدا ذلك إن أكثر منه أو غلب عليه التحق بالأول، وإلا جاز، والله أعلم.