كتاب نتائج الأفكار لابن حجر (اسم الجزء: 1)

كلاهما عن مالك.
وأخرجه ابن حبان عن عمر بن سعيد بن سنان والحسين بن إدريس كلاهما عن أبي مصعب.
فوقع لنا موافقة عالية في شيخ شيخه.
ومن هؤلاء الأئمة من اقتصر على بعضه كالبخاري في روايته إياه عن قتيبة، فاقتصر على الحكم الأول كما صنع الشيخ.
واختلف في قوله: ((استهموا)) الأكثر على أنه بمعنى قوله: اقترعوا، وقيل؛ معناه: تراموا بالسهام، ويؤيده حديث أبي سعيد عند أحمد بلفظ: ((لتضاربوا عليه بالسيوف)).
وأخرج عبد الرزاق في مصنفه حديث أبي هريرة هذا عن مالك بتمامه، وقال في آخره: قلت لمالك: أليس يكره أن يقال للعشاء العتمة؟ فقال: هكذا قال الذي حدثني انتهى.
ولعل الراوي لم يبلغه النهي، أو وردت هكذا لبيان الجواز.
الحديث الثاني:
وبهذا الإسناد إلى أبي مصعب، قال: أنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراطٌ حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقبل حتى ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا اذكر كذا لما لم يكن يذكر، حتى يضل الرجل أن يدري كم صلى)).

الصفحة 304