واختصره بعضهم بلفظ: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم الأذان تسع عشرة كلمة، والإقامة سبع عشرة كلمة.
وبالسند الماضي إلى الإمام أحمد قال: حدثنا عبد الرزاق، أنا ابن جريج (ح).
وبالسند الماضي قريباً إلى أبي بكر بن خزيمة، ثنا يعقوب الدورقي، ثنا روح -هو ابن عبادة- ثنا ابن جريج، أخبرني عثمان بن السائب، [عن أبيه] مولى أبي محذورة، عن أم عبد الملك بن أبي محذورة، عن أبي محذورة أنها سمعته يقول: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين، فذكر قصة تعليمه الأذان، قال: وعلمني الإقامة مرتين مرتين، فذكره مفصلاً.
وجاء في شفع الإقامة عن أبي جحيفة أيضاً عند الطبراني بلفظ: أذن بلال مثنى مثنى وأقام مثل ذلك.
وقد اختلف العلماء في الجمع بين هذه الأخبار، فمنهم من رجح إفراد الإقامة، ومنهم من رجح شفعها.
فمن حجة الأول كثرتها، وأصحيتها.
ومن حجة الثاني تأخير قصة أبي محذورة عن قصة عبد الله بن زيد، لأن قصة رؤياه الأذان كان في أوائل الهجرة إلى المدينة، وتعليم أبي محذورة كان في أواخر السنة الثامنة من الهجرة، فيكون ناسخاً.
وقد أجاب الإمام أحمد عنه بأن بلالاً أذن للنبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك شفعاً، وأقام فرادى.
ومنهم من جعله من الاختلاف المباح.
وسلك ابن خزيمة في الجمع مسلكاً آخر فقال: إن لم يرجع أفرد