كتاب نتائج الأفكار لابن حجر (اسم الجزء: 1)

في الرواية الأولى: ((وأنا وأنا)) اختصاراً بينته هذه الرواية، وأن ذلك يختص بالشهادتين كما في رواية أبي داود، ولا يشمل جميع ألفاظ الأذان.
(تنبيه) ذكر الشيخ أن أبا داود أخرجه بإسناد صحيح، وهو كما قال، وإنما جمعت فيه بين الوصفين للاختلاف في وصله وإرساله، ولمجيئه من وجه آخر.
الحديث السادس:
وبالسند الماضي قريباً إلى ابن السني حدثني أبو طالب بن أبي عوانة، ثنا سليمان بن سيف، ثنا عبد الله بن واقد، ثنا نصر بن طريف، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن معاوية بن أبي سفيان، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع المؤذن يقول: حي على الفلاح قال: ((اللهم اجعلنا مفلحين)).
هذا حديث غريب في سنده نصر بن طريف، وهو بطاء مهملة مفتوحة وآخره فاء وهو القصاب، كنيته أبو جزي بفتح الجيم وكسر الزاي، وهو بها أشهر، وهو متروك عندهم، والراوي عنه مشهور بكنيته أيضاً، وهو أبو قتادة الحراني، قال البخاري: تركوه، وإنما سميا ليخفيا من شدة ضعفهما.
وقد أخرج أحمد والطبراني من رواية حماد بن سلمة عن عاصم بهذا الإسناد أنه قال كما قال المؤذن إلى قوله: أشهد أن محمداً رسول الله، وزاد الطبراني من رواية أبان العطار عن عاصم: ثم صمت.
فظهر بذلك أن الذي زاده نصر لم يتابع عليه، والله أعلم.

الصفحة 357