كتاب نتائج الأفكار لابن حجر (اسم الجزء: 1)

عبد الرزاق، أنا الثوري، عن زيد العمي، عن أبي إياس -هو معاوية بن قرة- عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة)).
هذا حديث حسن، وهو غريب من هذا الوجه، أخرجه أبو داود عن محمد بن كثير عن سفيان الثوري.
وأخرجه الترمذي والنسائي في الكبرى جميعاً عن محمود بن غيلان، عن وكيع، وأبي أحمد الزبيري، وأبي نعيم، زاد الترمذي وعبد الرزاق أربعتهم عن سفيان الثوري.
فوقع لنا بدلاً عالياً من وجه بالنسبة لرواية أبي داود المتصلة بالسماع، وبدرجتين بالنسبة لرواية الترمذي كذلك، وبثلاث بالنسبة لرواية النسائي، وسكت عليه أبو داود؛ إما لحسن رأيه في زيد العمى، وإما لشهرته في الضعف، وإما لكونه في فضائل الأعمال، وضعفه النسائي، فأما الترمذي فقال: هذا حديث حسن، وقد رواه أبو إسحاق -يعني السبيعي- عن بريد بن أبي مريم، عن أنس.
قال أبو الحسن بن القطان: وإنما لم نصححه لضعف زيد العمي، وأما بريد فهو موثق، وينبغي أن يصحح من طريقه.
وقال المنذري: طريق بريد أجود من طريق معاوية، وقد رواه قتادة عن أنس موقوفاً، ورواه سليمان التيمي عن أنس مرفوعاً، انتهى.
وقد نقل المصنف أن الترمذي صححه، ولم أر ذلك في شيء من

الصفحة 364