كتاب نتائج الأفكار لابن حجر (اسم الجزء: 1)

(84)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ثم حدثنا شيخنا سيدنا، ومولانا، قاضي القضاة، شيخ الإسلام، إمام الوقت، المشار إليه إملاء من حفظه كعادته في يوم الثلاثاء ثالث عشر المحرم من شهور سنة تسع وثلاثين وثمانمئة قال وأنا أسمع:
قوله: (وضعفه أبو داود، والترمذي، والبيهقي، وغيرهم).
قلت: لم يصرح أبو داود بضعفه، وإنما أشار إلى غرابته كما قدمته.
نعم لما أخرج الدارقطني الحديث المذكور عن محمد بن يحيى بن مرداس، عن أبي داود بسنده حكى كلام أبي داود إلا قوله: ليس بالمشهور، فعبر بقوله: ليس بالقوي.
وأما الترمذي فضعفه من طريق حارثة، ولم يعرج على الطريق الأولى، بل صرح بتفرد حارثة به، ولو وقعت له الطريق الأولى لكان على شرطه في الحسن.
وأما البيهقي فحكى كلام أبي داود الأول بعد أن أخرجه من طريقه، ثم ساق طريق حارثة وضعفها به، ثم ذكر أنه روي من طريق ثالثة عن عائشة كما قدمته.
وأما قوله: وغيرهم، فقد يوهم الاتفاق على تضعيفه، وليس كذلك، بل هم مختلفون.
قلت: لم أر عن واحد منهم التصريح بتضعيفه كما سأبينه.
قرأنا على الشيخ أبي عبد الله بن قوام بالصالحية، وعلى بنت عمه عائشة بنت أبي بكر، وعلى فاطمة بنت عبد الله الحورانية، جميعاً عن أبي بكر بن أحمد الدقاق سماعاً عليه، أنا أبو الحسن المقدسي، عن محمد بن

الصفحة 401