قلت: وعلى هذا الاحتمال فيكون صحيحاً، ويقوي ذلك أن الرواية الصحيحة الماضية عن علي بطولها تشمل على ألفاظ هذا الطريق، وليس فيه إلا الاختصار وتأخير وجهت.
وأما قول المصنف إن الحارث متفق على ضعفه فهو متعقب، فقد وثقه يحيى بن معين في سؤالات عثمان الدارمي، وفي تاريخ العباس الدوري.
وأما ما نقله عن الشعبي فقد أوضح أحمد بن صالح المصري سبب ذلك.
قال ابن شاهين في كتاب ((الثقات)): قال أحمد بن صالح: الحارث صاحب علي ثقة، ما أحفظه وما أحسن ما روى عن علي، قيل له: فما يقوله الشعبي فيه؟ قال: لم يكن يكذب في حديثه، وإنما كان يكذب في رأيه، انتهى.
وأبدى الذهبي ذلك احتمالاً، والمراد بالرأي المذكور: التشيع، وبسببه ضعفه الجمهور، ثم رأيت عن أبي حاتم في حق الحارث شيئاً يصلح أن يحمل تكذيب الشعبي عليه، قال: كان الحارث أعلم الناس بالفرائض، وكان يروي ذلك عن علي، فقيل له: سمعت هذا كله من علي؟ فقال: سمعت منه بعضاً وبعضاً أقيسه على قوله. وقد بسط ابن عبد البر في كتاب ((بيان العلم)) ما يتعلق بذلك.
قوله: (هذا ما ورد من الأذكار في دعاء التوجه).
قلت: هذا يشعر بالحصر، وليس كذلك، بل ورد فيه غير ذلك، ذكره الطبراني في الدعاء وكذا غيره.
قوله: (فيستحب الجمع بينها كلها).