وأما حديث أنس ففي سنده مبهم يمنع من الحكم بصحته، والمرفوع منه أيضاً التشبيه، وما عداه مقطوع.
وقد أخرجه بطوله أحمد عن أبي بكر الحنفي. والبيهقي عن أبي بكر القاضي.
فوقع لنا موافقة عالية لأحمد، والبيهقي.
وأخرجه أحمد أيضاً، والنسائي، وابن ماجه، وابن خزيمة من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، وغيره عن الضحاك.
وأخرجه الطحاوي من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، وعثمان بن مكتل كلاهما عن الضحاك كلهم برواية سليمان بن يسار عن أبي هريرة ولم يذكروا ما بعد ذلك من رواية الضحاك.
وأخرجه الطحاوي أيضاً من رواية زيد بن حباب عن الضحاك باللفظ الذي قدمته.
فلم يصب من اختصره، فإن أبا هريرة لم يتلفظ بقوله: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بقصار المفصل. وإنما تلفظ بالتشبيه وهو لا يستلزم المساواة في جميع صفات الصلاة، والله أعلم.
آخر المجلس الثامن والتسعين من التخريج وهو الثامن والسبعون بعد الأربعمئة من الأمالي المصرية بالبيبرسية في يوم الثلاثاء ثالث عشر من ربيع الأول سنة تسع وثلاثين وثمانمئة.