كتاب نتائج الأفكار لابن حجر (اسم الجزء: 1)

وأما القراءة في ركعتي الاستخارة، فلم أقف عليها في شيء من الأحاديث.
وقد ذكر شيخنا في ((شرح الترمذي)) كلام النووي، وقال: سبقه إليه الغزالي في الأحياء. ولم أجد لذلك أصلاً، ولكنه حسن؛ لأن المقام يناسب الإخلاص، قال: ولو قرأ فيهما بمثل قوله تعالى: {وربك يخلق ما يشاء ويختار} وبمثل قوله تعالى: {وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} لكان مناسباً.
قلت: قرأت في كتاب جمعه الحافظ أبو المحاسن عبد الرزاق الطبسي، -بفتح الطاء المهملة والباء الموحدة بعدها سين مهملة، ثم بالنسب فيما يقرأ في الصلوات: أن الإمام أبا عثمان الصابوني ذكر في أماليه عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه زين العابدين أنه كان يقرأ في ركعتي الاستخارة بسورة الرحمن، وسورة الحشر.
قال الصابوني: وأنا أقرأ فيهما: {سبح اسم ربك الأعلى} لأن فيها {ونيسرك لليسرى} وفي الثانية {والليل إذا يغشى} لأن فيها {فسنيسره لليسرى}.
قال الطبسي: وحكى شيخنا طريف بن محمد الحيري عن بعض السلف أنه كان يقرأ في الأولى {وربك يخلق ما يشاء ويختار} إلى قوله: {وله الحكم وإليه ترجعون} والثانية فيها {وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ} إلى قوله: {وكان أمر الله قدراً مقدوراً} ولم يذكر الصابوني ولا الطبسي لما كان يقرأه زين العابدين مناسبة، ويحتمل أن يكون لحظ قوله تعالى في أوله: {كل يومٍ هو في شأنٍ} وفي الثانية الأسماء الحسنى التي في آخرها ليدعو بها في الأمر الذي يريده، والعلم عند الله تعالى.

الصفحة 495