كتاب أخبار مكة للفاكهي (اسم الجزء: 1)

966 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ سَعِيدٍ الْمُسَاحِقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَامِرِيُّ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ الْأَثَرِ الَّذِي فِي الْمَقَامِ فَقَالَ: " كَانَتِ الْحِجَارَةُ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الْيَوْمَ إِلَّا أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ الْمَقَامَ آيَةً مِنْ آيَاتِهِ، فَلَمَّا §أُمِرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ قَامَ عَلَى الْمَقَامِ، فَارْتَفَعَ الْمَقَامُ حَتَّى كَانَ أَطْوَلَ الْجِبَالِ، وَأَشْرَفَ عَلَى مَا تَحْتَهُ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ -[443]- أَجِيبُوا رَبَّكُمْ، قَالَ: فَأَجَابَهُ النَّاسُ، فَقَالُوا: لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، فَكَانَ أَثَرُهُ فِيهِ، فَلَمَّا فَرَغَ أَمَرَ بِالْمَقَامِ، فَوَضَعَهُ قِبْلَتَهُ، فَكَانَ يُصَلِّي إِلَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْبَابِ، ثُمَّ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُمِرَ أَنْ يُصَلِّيَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُهَاجِرَ وَبَعْدَ أَنْ هَاجَرَ، فَأَحَبَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَصْرِفَهُ إِلَى قِبْلَتِهِ الَّتِي رَضِيَ لِنَفْسِهِ وَلِأَنْبِيَائِهِ، فَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِلَى الْمِيزَابِ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ قَدِمَ مَكَّةَ، فَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِلَى الْمَقَامِ، وَهُوَ مُلْصَقٌ بِالْكَعْبَةِ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
967 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدٍ مَوْلَى لِبَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " إِنَّ §الْمَقَامَ مِثْلُ الْمَهَاةِ مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي يُصَلِّي إِلَيْهِ وَيَكُونُ قِبْلَةً لِلْمُسْلِمِينَ "

الصفحة 442