كتاب السيرة النبوية لابن كثير (اسم الجزء: 1)

أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مِنْ كُلِّ طَاعِنٍ * عَلَيْنَا بِسُوءٍ أَوْ مُلِحٍّ بِبَاطِلِ وَمِنْ كَاشِحٍ يَسْعَى لَنَا بِمَعِيبَةٍ * وَمِنْ مُلْحَقٍ فِي الدِّينِ مَا لَمْ نُحَاوِلِ وَثَوْرٍ وَمَنْ أَرْسَى ثَبِيرًا مَكَانَهُ * وَرَاقٍ لِيَرْقَى فِي حِرَاءَ وَنَازِلِ وَبِالْبَيْتِ حَقِّ الْبَيْتِ مِنْ بَطْنِ مَكَّةَ * وَبِاللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِغَافِلِ وَبِالْحَجَرِ الْمُسْوَدِّ إِذْ يَمْسَحُونَهُ * إِذَا اكْتَنَفُوهُ بِالضُّحَى وَالْأَصَائِلِ وَمَوْطِئُ إِبْرَاهِيمَ فِي الصَّخْرِ رَطْبَةٌ * عَلَى قَدَمَيْهِ حَافِيًا غَيْرَ نَاعِلِ وَأَشْوَاطٍ بَيْنَ الْمَرْوَتَيْنِ إِلَى الصَّفَا * وَمَا فِيهِمَا مِنْ صُورَةٍ وَتَمَاثِلِ وَمَنْ حَجَّ بَيْتَ اللَّهِ مِنْ كُلِّ رَاكِبٍ * وَمِنْ كُلِّ ذِي نَذْرٍ وَمِنْ كُلِّ رَاجِلِ وبالمشعر الاقصى إِذا عَمدُوا لَهُ * إلال إِلَى مُفْضَى الشِّرَاجِ الْقَوَابِلِ (1) وَتَوْقَافِهِمْ فَوْقَ الْجِبَالِ عَشِيَّةً * يُقِيمُونَ بِالْأَيْدِي صُدُورَ الرَّوَاحِلِ وَلَيْلَةِ جَمْعٍ وَالْمَنَازِلِ مِنْ مِنًى * وَهَلْ فَوْقَهَا مِنْ حُرْمَةٍ وَمَنَازِلِ وَجَمْعٍ إِذَا مَا الْمُقْرِبَاتُ أَجَزْنَهُ * سِرَاعًا كَمَا يَخْرُجْنَ مِنْ وَقْعِ وَابِلِ وَبِالْجَمْرَةِ الْكُبْرَى إِذَا صَمَدُوا لَهَا * يَؤُمُّونَ قَذْفًا رَأْسَهَا بِالْجَنَادِلِ وَكِنْدَةَ إِذْ هُمْ بِالْحِصَابِ عَشِيَّةً * تُجِيزُ بِهِمْ حُجَّاجُ بَكْرِ بْنِ وَائِلِ
حَلِيفَانِ شَدَّا عَقْدَ مَا احْتَلَفَا لَهُ * وَرَدَّا عَلَيْهِ عَاطِفَاتِ الْوَسَائِلِ وحطمهم سمر الرماح وسرحه * وشبرقه وخد النعام الجوافل (2)
__________
(1) إلال: جبل عَرَفَة.
قَالَ النَّابِغَة: * يزرن إلالا مسيرهن التدافع * وسمى إلالا لَان الحجيج إِذا رَأَوْهُ ألوا فِي، أَي اجتهدوا فِيهِ ليدركوا الْموقف.
والشراج: جمع شرج وَهُوَ المَاء.
والقوابل: المتقابلة.
(2) الشبرق: نَبَات يُقَال ليابسه الحلى والرطبة الشبرق.
والوخد: السّير السَّرِيع.
والجوافل.
المسرعة وَالرِّوَايَة فِي الرَّوْض: سمر الصفاح، وَعَلَيْهَا يكون هُنَاكَ معنى لعطف " وسرحه " على سمر.
والسمر: من شجر الطّلع.
والصفاح: جمع صفح وَهُوَ عرض الْجَبَل.
والسرح: شجر عِظَام.
(*)

الصفحة 487