كتاب السيرة النبوية لابن كثير (اسم الجزء: 1)

فقد تفقه بالشيخ برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الفزارى الشهير بِابْن الفركاح، الْمُتَوفَّى سنة 729.
وَسمع بِدِمَشْق من عِيسَى بن الْمطعم، وَمن أَحْمد بن أَبى طَالب المعمر الشهير بِابْن الشّحْنَة الْمُتَوفَّى سنة 730 ; وَمن الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر، وَابْن الشِّيرَازِيّ، وَإِسْحَاق ابْن الْآمِدِيّ، وَمُحَمّد بن زراد.
ولازم الشَّيْخ جمال يُوسُف بن المزكى المزى، صَاحب تَهْذِيب الْكَمَال، الْمُتَوفَّى سنة 742.
وَقد انْتفع بِهِ ابْن كثير، وَتخرج بِهِ، وَتزَوج بابنته.
كَمَا قَرَأَ كثيرا على شيخ الاسلام تقى الدّين بن تَيْمِية، الْمُتَوفَّى سنة 728، ولازمه وأحبه وتأثر بآرائه.
وفى ذَلِك يَقُول ابْن الْعِمَاد: (كَانَت لَهُ خُصُوصِيَّة بِابْن تَيْمِية ومناضلة عَنهُ وَاتِّبَاع لَهُ فِي كثير من آرائه، وَكَانَ يُفْتى بِرَأْيهِ فِي مَسْأَلَة الطَّلَاق، وامتحن بِسَبَب ذَلِك وأوذى) .
وَيَقُول ابْن حجر: (وَأخذ عَن ابْن تَيْمِية ففتن بحبه وامتحن بِسَبَبِهِ) .
كَمَا قَرَأَ على الشَّيْخ الْحَافِظ المؤرخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن قايماز الْمُتَوفَّى سنة 748.
وَأَجَازَ لَهُ من مصر أَبُو مُوسَى القرافى، والحسيني، وَأَبُو الْفَتْح الدبوسي، وعَلى بن عمر الوانى، ويوسى الختنى.
وَغير وَاحِد.
وَقد ولى ابْن كثير مشيخة أم الصَّالح والتنكزية بعد إِمَامه الذَّهَبِيّ.
كَمَا ذكره الذَّهَبِيّ فِي مسودة طَبَقَات الْحفاظ.
(1)
__________
(1) ذيل تذكرة الحقاظ للحسيني 58: (*)
وَيُقَالَ: إِنَّهُمْ لَمْ (1) يَزَالُوا فِي جَاهِلِيَّتِهِمْ وَصَدْرٍ مِنَ الْإِسْلَامِ يَنْتَسِبُونَ إِلَى عَدْنَانَ، فَلَمَّا كَانَ فِي زَمَنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وكانو أَخْوَالَهُ، انْتَسَبُوا إِلَى قَحْطَانَ، فَقَالَ فِي ذَلِكَ أَعْشَى بْنُ ثَعْلَبَةَ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ: أَبْلِغْ قُضَاعَةَ فِي الْقِرْطَاسِ أَنَّهُمُ * لَوْلَا خَلَائِفُ آلِ الله مَا عنقوا قَالَتْ قُضَاعَةُ إِنَّا مِنْ ذَوِي يُمْنٍ * وَاللَّهُ يعلم مَا بروا وَلَا (2) صَدَقُوا قَدِ ادَّعَوْا وَالِدًا مَا نَالَ أُمَّهُمُ * قَدْ يَعْلَمُونَ وَلَكِنْ ذَلِكَ الْفَرَقُ وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو عَمْرٍو السُّهَيْلِيُّ أَيْضًا مِنْ شِعْرِ الْعَرَبِ مَا فِيهِ إبداع فِي تعيير (3) قضاعة فِي فِي انْتِسَابِهِمْ إِلَى الْيَمَنِ.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَالْقَوْلُ الثَّانِي أَنَّهُمْ مِنْ قَحْطَانَ، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ إِسْحَاقَ وَالْكَلْبِيِّ وَطَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ النَّسَبِ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَهُوَ قُضَاعَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ حِمْيَرَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ.
وَقَدْ قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِهِمْ وَهُوَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، صَحَابِيٌّ لَهُ حَدِيثَانِ: - يَا أَيُّهَا الدَّاعِي ادْعُنَا وَأَبْشِرْ * وَكُنْ قُضَاعِيًّا وَلَا تُنْزِرْ
- نَحْنُ بَنُو الشَّيْخِ الْهِجَانِ الْأَزْهَرِ (4) * قُضَاعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِمْيَرِ النَّسَبُ الْمَعْرُوفُ غَيْرُ الْمُنْكَرِ * فِي الْحَجَرِ الْمَنْقُوشِ تَحْتَ الْمِنْبَرِ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ النَّسَبِ: هُوَ قُضَاعَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حِمْيَرَ.
وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ سُوَيْد، عَن أَبى عشابة (5) مُحَمَّد بن مُوسَى، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا نَحْنُ مِنْ مَعَدٍّ؟ قَالَ لَا.
قلت: فَمن نَحن؟ قَالَ: أَنْتُم من قضاعة بن مَالك بن حمير.
__________
(1) فِي الاصل: لن، وَهُوَ خطأ (2) المطبوعة: وَمَا (3) المطبوعة: تَفْسِير.
وَهُوَ خطأ (4) الهجان: الرجل الحسيب.
والازهر: الْمشرق الْوَجْه.
(5) كَذَا بالمطبوعة وفى المخطوطة: مشابة وَلَا وجود لَهما.
وَلَعَلَّه أبوعشانة حى بن يُؤمن.
(*)

الصفحة 5