كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

ويقال: أَمَضّنى يُمِضُّني إمْضاضا إذا أحْرَقَني: الخَلِيُّ: الرَّخِيُّ البال. قال أبو سعيد: ومَثَلٌ من الأمثال: "وَيْلٌ للشَّجِى (¬1) من الخَلى" فالشَّجِي: المشغول والخَلِيُّ: الفارِغ.
لمّا ذكرت أخا العِمْقى تأوَّبني ... همِّى وأَفْرَدَ ظَهْرِى الأَغْلَبُ الشِّيحُ (¬2)
أخا العِمْقَى: يريد هذا الّذى يَرْثيه. والعِمْقَي: بلَد (¬3)، يريد: صاحِبَ العِمْقَي؛ كما يقال: "كان رسوُل الله صلّى الله عليه وسلّم أخا السِّرار (¬4) "، أي صاحبَ السِّرار.
تأوَّبَني، يقول: جاءَني مع اللّيل، كما قال الآخر:
تأوَّبَنى هَمٌّ مع اللّيلِ مُنْصِبُ ... وجاءَ من الأَخبار ما لَا أُكَذِّبُ
وقولُه: أَفرَدَ ظَهْرِي، يقول: تَرَك ظَهرِى مُفرَدا للعدّو كان يَمْنَعُني. والشِّيح: من المُشايَحة؛ والشِّيح: الجَلْد الماضي في لغَةِ هُذَيل، وفي لغةِ غيرِهم: المُشايَحة المحاذَرة. والأَغلَب: الشديدُ العنُقِ الغليظه.
جُودَا فواللهِ لا أَنهما كما أَبَدًا ... وزالَ عِندِى له ذِكْرٌ وتَبْجِيحُ (¬5)
¬__________
(¬1) الشجى بتخفيف الياء أعرف من الشجيّ بتشديدها قاله ابن سيده.
(¬2) في رواية: "وأبرز". مكان قوله: "وأفرد" ومؤدّى الروايتين واحد. وفي رواية:"العنقى" بالنون مكان الميم.
(¬3) عبارة الأصمعي: العمقى أرض قتل بها هذا المرثي. وقال ياقوت: هو واد ببلاد هذيل وأنشد هذا البيت والذي قبله.
(¬4) في اللسان: مادة سرو ما نصه: وفي حديث عمر أنه يحدث عليه السلام كأخي السرار. أي يخفي حديثه كمن يسره.
(¬5) يرغب إلى عينيه أن تجودا بالدموع عد هذا المرثيّ. وفي رواية "ذكرى وتبريح" وفي رواية "مجد" و"مدح" كل واحدة منهما مكان قوله: "ذكر".

الصفحة 105