قولُه: وزالَ عندي له ذكر أي ولا زال عندي. تَنْجيح أي تَعْظيم وتفضيلٌ ومَدْحٌ وفخر.
المائحُ الأُدْمِ كالمَروِ الصِّلابِ إذا ... ما حارَدَ الخُورُ واجْتُثَّ المجاليِحُ
قال أبو سعيد: المحُارَدَة: أن تَمْنعَ الناقةُ اللَّبن فلا تَدِرّ. الخُور (¬1): أَرَقُّها على البَرْدِ (¬2) وأَكْثَرهاْ لَبَنا. والمجَالِيح: التي تَدِرّ على القُرِّ والشّتاء. يقول: إذا اجتُثّتْ فهذه السَّنة شديدة.
وزفَّتِ الشَّوْلُ من برِد العَشِيِّ كما ... زفَّ النَّعامُ إلى حفّانِه (¬3) الرُّوجُ
قوُله. وزَفَّتْ، جاءت زَفيفا عَجِلَةً مُبادِرَة. والزَّفيف: خَطْوٌ مُقارِبٌ، وسُرعةُ وَضْعِ الأَخْفاف ورَفعِها. وحَفّانُه: صِغارُه. والرُّوح: اللّواتي بأَرْجلِها رَوَح، كما نَعامةٍ رَوْحاء، وهو انفتاحٌ (¬4) يَميلُ إلى شِقِّها الوَحْشيّ (¬5)؛ ومنه قول الراعي:
* فولّت برَوْحاءَ مَأطُورةٍ *
والشَّوْل: جمع شائلة، وهي اّلتي قد خَفَّ لبنُها وأَتَى على نِتاجِها سبعة أَشْهُر أو ثمانية؛ ومن هذا قولُهم: شالَ الميزان، أي خَفَّ. وجمع شائل شُوَّل، وهي اللّاقح (¬6).
¬__________
(¬1) في كتب اللغه أن الخور جمع خوارة، على غير قياس.
(¬2) أرفها على البرد، أي أنها رقيقة الجلود، ضعيفة على احتمال البرد، كما يستفاد ذلك من عبارات اللغويين.
(¬3) يذكر شدّة البرد فيقول: إن النياق التي أتى على نتاجها سبعة أشهر وخفت بطونها مما كان فيما قد ألجأتها شدّة وهذا البرد إلي مكان تستدفيء فيه، فبادرت إليه مسرعة كما يسرع النعام إلى فراخه.
(¬4) قال في اللسان: الأروح تتباعد صدور قدميه وتتدانى عقباه؛ وكل نعامه روحاء، واستشهد بهذا البيت.
(¬5) شقها الوحشي
أي شقها الأيمن، وعكسه الإنسيّ، لأن الدابة إنما تحلب وتركب من جانبها الأيسر، فسمى إنسيا، والأيمن وحشيا، وقبل عكس ذلك في معناهما.
(¬6) عبارة اللغويين: الشائل، هي اللاقح التى تشول بذنبها للفحل، أي ترفعه، فذلك آية لقاحها، وترفع مع ذلك رأسها وتشمخ بأنفها.