كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

جاوَزْتَه حِينَ لَا يَمشِي بعَقْوَتِه ... إلّا المَقانِبُ والقُبُّ المَقارِيحُ
يقول: جاوَزْتَه أنت أيّها المَمْدوح حين لا يُحَاوِزُه إلاَّ هؤلاء. وعقوَتُه: ناحيتُه وساحَتُه؛ ويقال: نَزَلَ بعَقْوَتِه إذا نَزَلَ قريبا منه. والمَقانِبُ: الجَماعات -ثلاثون فارسا أو أربعون- والواحد مِقْنَب. يقول: لا يَقْطَعه إلاَّ هؤلاء مِن خَوْفِه قطعتَه أنت. والقُبُّ: الخيل، وهي الخِماصُ البطون، والواحد (¬1) أَقَبُّ أو قَباّءُ.
بُغايةً إنما يَبْغِي الصَّحَابَ من الـ ... ـفِتيَانِ في مِثْلِه الشُّمُّ الأناجيح (¬2)
بُغايةً أي طَلَبا. إنما يَبْغى الصِّحَاب أي إنما يكون باغيِهَم.
لو كان مِدْحَةُ حَيٍّ أَنْشَرَت أَحَدًا ... أَحيا أُبُوَّتَكِ الشُّمَّ الأمادِيِحُ (¬3)
أبو وكيع:
* أَحْيَا أباكُنّ يا لَيْلَى الأَمادِيحُ *
¬__________
(¬1) بقي تفسير المقاريح، وهو جمع قارح، قال ابن جنى: هذا من شاذ الجمع، أي جمع فاعل على مفاعيل، وهو في القياس كأنه جمع مقراح كمذكار ومذاكير ومئناث ومئانيث. والقارح من الخيل: الذي انتهت أسنانه، وإنما تنتهى أسنانه وهو ابن خمس سنين.
(¬2) يخاطب المرئي فيقول: إنك جاوزت هذه الطريق المخوفة ابتغاء للكسب، وفي مثل هذا الموضع المخوف الذي قطعته تجد الشم الأناجيح يبتغون الأصحاب الذي يرافقونهم ليأمنوا بمرافقتهم. والأناجيح قال محمد بن حبيب: إنه جمع نجيح، وقال غيره: إنه جمع أنجح.
(¬3) في رواية: "منشرا أحدا" والكاف في "أبوتك" تعود على ليلى ابنة المرثي، كما تدل على تلك الرواية الآتية بعد في الشرح.

الصفحة 113