كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

بَدَرْتَ إلى أولاهُمُ فَسَبقتَهُمْ * وشايَحْتَ قَبْلَ اليوم إنّكَ شِيحُ (¬1)
يقول: سَبَقتَ الأَصحابَ إلي أُولَى العَدُوّ. وشايَحْتَ: حَمَلْتَ؛ والمُشايَحَة في كلام هُذَيل: الجِدُّ والحَمْل، وفي كلام النّاس: المحاذَرة والشَّفَق.
فإِن تُمسِ في رَمسٍ (بَرهَوةَ) (¬2) ثاوِيًا ... أنِيسُكَ أَضداءُ القُبورِ تَصيحُ
رهْوَة: أرضٌ. يقول: ليس لك أنيسٌ بها إلا الهامُ (¬3) الّتي في القبور. والصَّدَى: طائرٌ، والجميعُ الأَصْداء.
على الكُرهِ مِنِّي ما أُكَفكِف عَبْرَةً ... ولكن أُخَلِّى سَرْبَها فتَسِيحُ (¬4)
أي ما أَرُدُّ عَبْرةً.
فما لَك جِيرانٌ ومَا لَكَ ناصرٌ ... ولا لَطَفٌ يِبْكِي عليكَ نَصيحُ
لطفٌ يَبْكِى عليكَ، كقولك: لي فيهم وُدٌّ (¬5). نَصِيح: ذَوِ نُصْح.
ولو مارَسُوُه ساعَةً إِنّ قِرنَه ... إذا خامَ أخْدانُ الرِّجالِ يَطيحُ
¬__________
(¬1) في رواية "إلى أخراهم فوزعتهم". وفي رواية:
رددت إلى أولاهم فشفيتهم ... وشايحت قبل الموت إنك شيح
(¬2) قال في اللسان: رهوة، عقبة بمكان معررف وفي معجم البلدان أنها طريق بالطائف. وقيل فيها غير ذلك.
(¬3) الهمام جمع هامة؛ وكانت العرب تزعم أن روح القتيل الذي لم يدرك بثأره تصير هامة فتصيح على قبره تقول: "اسقوني اسقونى"، فإذا أدرك بثأره طارت.
(¬4) السراب في هذا البيت: الطريق.
(¬5) يشير إلى أن هذا وصف بالمصدر، أي ذو لطف وذو ودّ.

الصفحة 116