فأَمْكَنَّه مما يريد وَبعْضُهُمْ ... شَقِيٌّ لَدى خَيراتِهِنّ نَطِيحُ (¬1)
نَطِيح، أي كأنّ به نَطْحةً لا يُصيبُ خيرًا؛ وهذا مَثَلٌ. والْنَّطِيح: الكاسِفَ البال (¬2).
ونازَعهُنَّ القَوْلَ حتّى ارْعَوَت له ... قُلوبٌ تَفادَىَ مَرّةً وتُرِيحُ (¬3)
ارْعَوَتْ: انْكفّتْ (¬4). تَفادى: يَتَّقِي (¬5) بعضُها ببعض. تُرِيح: تُفِيق. وُيُرْوَى: تَزِيحُ (¬6).
وأَغبَرَ ما يَجْتاُزُهُ مُتَوَضِّح الرِّ ... جالِ كفَرقِ العامِرِيِّ يَلُوحُ
أَغْبَر: طريق أَغْبَر، فهو أَخْفَى له. مُتَوَضِّحُ الرِّجال: الّذي يَظْهَر ولا يُكْتَم؛ ويقال: (صَحْوُة العِدَا) (¬7) لا يَجوزُه إلاَّ مُسْتَخْفٍ، لأنّه مَخُوفٌ، وإنما يَجوزُه مَنْ دَخَلَ الخَمَرَ (¬8).
وقوُله: كفَرْقِ العامِرِيّ، قالَ (¬9): كان مِن بني عامرِ بنِ لؤيٍّ قوم لهم سَرْوٌ وجاهٌ، فأراد
¬__________
(¬1) في رواية "فصيّ". مكان قوله: "شقي".
(¬2) فسر النطيح أيضا في اللسان بأنه المشئوم؛ واستشهد بهذا البيت؛ وورد في الأصل قوله "البال" بياء بعد الأم، وهو تحريف.
(¬3) في رواية "حتى انثنت له" وهو بمعنى ارعوت. يقول: إنه تحادث مع هؤلاء النسوة فأعجبن من حسن حديثه وحلاوته، وسكنت إليه قلوبهن، ثم وصف قلوب هؤلاء النسوة بأنها ليست على حال واحدة، فتارة تتفادى، وتارة تسكن إليه وتستريح.
(¬4) في الأصل: "انكشفت"؛ وهو تحريف صوابه ما أثبتنا كما تقتضيه اللغة. وعبارة السكري: ارعوت، رجعت وسكنت.
(¬5) في الأصل: "يبقى" وهو تصحيف صوابه ما أثبتنا كما يقتضيه السياق.
(¬6) في الأصل: "يريح" بالياء المثناة التحتية والراء المهملة؛ وهو تصحيف. ونقل السكري عن
أبي عمرو فى تفسير قوله "تزيح" بالزاي المعجمة أنها تتباعد.
(¬7) كذا وردت هذه العبارة في الأصل؛ وهي غير واضحة المعنى. والذي في شرح السكرى: والعرب تقول: وضح بنعم، أي جعلها ظاهرة لعدوه ليراها فيغير عيها فيخرج هو كمينا عليه من خلفه النعم.
(¬8) الخمر، هو ما واراك من شجر أو جبل أو نحو ذلك.
(¬9) قال، أي الأصمعيّ.