مُطأطأةً (¬1) لم يُنْبِطُوها وإنّها ... لَيْرضَى بها فُتراطُها أُمَّ واحِدِ
فُرّاطُها: الّذين يتقدّمون في عملها. لَيَرْضوْنَ أَنْ تَضُمَّ واحد وإنّ فيها مَضَمًا لأكثَر مِن واحد (¬2).
قَضَوْا مَا قَضَوْا منْ رَمِّها (¬3) ثم أَقَبلوا ... إليَّ بِطاءَ المَشْىِ غُبَر السَّواعِدِ
قوله: بِطاءَ المشْى, أى مكتئبين حزانًا.
يقولون لمّا جُشَّتْ البئرُ أَورِدُوا ... وليس بها أَدْنَى ذُفافٍ لِوارِدِ
قوله: جُشَّتْ: كُسِحَتْ أخْرج ما فيها. والذَّفافُ: الماُء القليلُ الخفيف.
يقول: ليس بها ماءُ.
فكنتُ ذَنوبَ البئْر لمّا تَبَسَّلَتْ ... وسُرْبلْتُ أكفانىِ ووسِّدْتُ ساعِدِى
فكنتُ ذنُوبَ البئر, أي كنتُ دَلْوَها الّذى أُدلي (¬4) فيها. وتَبَسَّلتْ: كَرُهَتْ منظَرتهُا: [وفَظُعتْ (¬5) مَرْآتهُا]. والبَسْلُ: الأَمْرُ الكَرِيه. والمرْآةُ: المَنْظَرة مْفُتوحة؛ والمرْآةُ مكسورة: الّتى يُنْظَر فيها.
أَعاذِلَ لا إهْلاكُ ماِلىَ ضَرَّنى ... ولا وارثى -إنْ ثُمِّرَ المالُ - حامِدِى
¬__________
(¬1) مطأطأة لم ينبطوها، أي منخفضة لم يستخرجوا ماءها.
(¬2) قال الباهلي: فها مضم لأكثر من واحد لئلا ينتن.
(¬3) رمّها: إصلاحها.
(¬4) عبارة السكرى: "التي دلت"؛ وهي أجود , لأن التأنيث فى الدلو أعلى وأكثر من تذكيرها.
(¬5) هذه العبارة التى بين مربعين لم ترد فى الأصل, وقد أثبتناها عن شرح السكرى لأن تفسير الشارح بعد المرآة بفتح الميم يقتضى إثباتها.