كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

يعنى الكلاب ينهشن الثور. ويَذودُهُنّ: يردّهن. ويحتمى: يَمتنع. عَبْلُ الشَّوَي (¬1)، أي غليظ القوائم. والطّرّتان: خَطّانِ يفصلان (¬2) بين الجنب والبطن. مُوَلَّع: فيه ألوان مختلفة.
فنَحا لها بمُذلَّقَيْن كأنما ... بهما من النَّضْحِ المُجَدَّحِ أيْدعُ (¬3)
فنحا الثور للكلاب ليطعنها. نحا: تحرَّف, والتحرُّف في الرمي والطعن أشدّ من غيرة. "بمذَلَّقَين": بقرنين محدَّدَين أملسين (¬4). يقول: كأنما القرنان (¬5) من لطخ الدم أَيْدَع. والأَيدَع: دم الأخوَين (¬6)، ويقال: الأَيدع: الزعفران. أى (¬7) يحرِّك قرنه في أجوافها فكأنه يُجدِّح (¬8) كما يجدَّح السَّويقُ.
¬__________
(¬1) واحد الشوى شواة.
(¬2) في (اللسان) أن الطرتين مخطّ الجنبين. وقال الجوهرى: الطرّتان من الحمار: خطّان أسودان علي كنفيه؛ وقد جعلهما أبو ذؤيب للثور الوحشي أيضا، واستشهد بهذا البيت.
(¬3) في رواية: "فحبالها"، أي إن الثور تقاصر ليطعن الكلاب؛ ومعنى البيت على رواية الأصل أنه تحرف ليطعنها بقرنيه المحدّدين، وشبه الدم الذي على قرنيه منها بالأيدع، وهو دم الأخوين. ويريد بالنضح المجدّح: الدم الذي حركه الثور بقرنه في أجواف الكلاب. وفي رواية: "من النضخ" بالخاء المعجمة. وذكر الأصمعى في الفرق بين النضخ والنضح، أن النضخ بالمعجمة لما ثخن من الدم وأنواع الطيب؛ والنضح بالمهملة لما رق؛ وقيل غير ذلك في الفرق بينهما.
(¬4) يلاحظ أن قوله: "أملسين" ليس من تتمة معنى "مذلقين" إذ التذليق في السنان ونحوه: التحديد لا غير، كما في كتب اللغة.
(¬5) صواب العبارة: "كأنما بالقرنين من لطخ الدم أيدع"، إذ التشبيه بالأيدع إنما هو للدم لا للقرنين كما يفيده ظاهر عبارته. أو لعل في الكلام نقصا، وصوابه: "كأنما القرنان من نطخ الدم [صبغا] بأيدع"؛ وإذن يستقيم الكلام.
(¬6) قال أبو حنيفة: الأيدع صمغ أحمر يؤتي به من سقطرى.
(¬7) هذا تفسير لكلمة المجدّح الواردة في البيت.
(¬8) قد سبق الكلام على معني "يجدّح" أثناء الكلام في معني البيت في الحاشية رقم 3 من هذه الصفحة.

الصفحة 13