كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

تَريعُ (¬1) الغُزاةُ وما إنْ يَرِيـ ... ـعُ مضْطَمرًا طُرَّتاهُ طليِحَا
تَريعُ الغُزاة , أي يرْجعون وما إن يرْجع. طُرَّتاه: كَشْحاه. وقولهُ: مُضْطَمِرا أي خميَص البَطْن من حَطَبٍ (¬2). وطَليحًا (¬3): من غَزو.
كَسيْفِ المُرادِيِّ لا ناكِلًا ... جَبانًا ولا جَيْدَريًّا قبيِحا
يقول: كأنه سيفٌ يمانٍ (¬4). والجيدرِىّ: القَصير. وناكِلًا: على صِفَة (¬5) الرَّجُل.
قَدَ أبقَى لَكِ الأيْنُ مِنْ جِسِمهِ ... نَواشِرَ سِيدٍ ووَجْهًا صَبِيحا
الأَين: الإعْياء (¬6). يقول: أَبْقَى لكِ من جِسْمهِ نَواشِرَ سيد، يقول: مثْلَ نَواشِرِ الذِّئب الّتي في ذِراعيه (¬7). أراد أن السَّفَرَ (¬8) لَم يُفْسِدْه. قولُه وَجْها صَبيحا, قال: يقول: لا يتغيرّ. والنَّواشر: العَصَب الّتى في باطن الذِّراع.
¬__________
(¬1) قال السكرى في شرح هذا البيت: أي يسرع الغزاة الانصراف إلى أهليهم، هو مقيم في الغزو لا يقوون على ما يقوى عليه.
(¬2) من حطب، أي من هزال. والحطب بكسر الطاء: الشديد الهزال.
(¬3) طليحا، أي معييا.
(¬4) فسر المرادىّ بأنه السيف اليمانىّ؛ لأنّ مراد قبيلة من اليمن. قاله السكرى.
(¬5) يريد أنه من صفة الرجل لا من صفة السيف.
(¬6) قال السكرى: ليس المعنى أنه يعيا، إنما أراد الشحوب والضمر، فكأنه معيٍ وليس بمُعْي.
(¬7) قال السكرى: يريد أنه شديد البطش قوى اليد كيد الذئب؛ ولم يقل الأسد, لأنّ الذئْب نواشره ممتدّة، وساعدا الأسد كأنه كسر ثم جبر, فليست نواشره ممتدّة.
(¬8) كذا فى شرح السكرى. وفى الأصل: "السقم"؛ وهو تحريف.

الصفحة 135