كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

إذا كان عامٌ مانعُ القَطْرِ رِيحُه ... صَبًا وشمَالٌ قَرّةٌ ودَبورُ
مانِعُ القَطْر: ليس بذِي قَطْر. وقولهُ: صَبًا وشمَالٌ قرّة، يريد أن ريحه باردةٌ لا مطر فيها.
وصُرّادُ غَيْمٍ لا يزالُ كأنّه ... مُلاءٌ بأَشرِافِ الجِبالِ مَكُورُ
الصُّرّاد: الغَيْم الذي فيه البَردَ ولا ماءَ فيه. وقولُه: مَكُور، أي معصوبٌ مثلَ كَورِ العِمامة على الجبل.
طَخَاءٌ يُبارِى الرِّيحَ لا ماءَ تحتَه ... له سننٌ يغشى البلادَ طَحورُ (¬1)
الطَّخاء: الغَيْم الذي لا ماء فيه. وسَنَنهُ: وَجْهُه الّذى يَذهب فيه، ويقال: تَنَحَّ عن سَنَنَه (¬2) وسُنَنهِ، أي طريقِه الّذى يأخذ فيه.
فإنّ بني لِحْيانَ إمَّا ذَكَرْتهمْ ... ثناهُمْ إذا أَخْنىَ اللِّئامُ ظَهيرُ
يقول: إذا كان ثناءُ اللّئام خَنًى فإنّ ثنَاء هؤلاء (¬3) ظهيرٌ مرتفع.
وقال أيضا
أساءلت رَسْمَ الدار أم لم تُسائل ... عن السَّكْن أم عن عَهْدِه بالأَوائلِ؟
للسَّكن؛ جمعُ ساكن، وهم أهلُ الدار وسُكّانها ومن يهوِى (¬4). والمَسكَن: المنزل نفسُه.
¬__________
(¬1) الطحور: الدفوع الشديد المرّ. قاله السكرىّ.
(¬2) السنن بالفتح والسنن بالضم: لغتان.
(¬3) فسر في اللسان مادة "ظهر" قوله: "ظهير" في هذا البيت بالظاهر.
(¬4) ومن يهوى، أي يرتفع إليهم ويريدهم، ومنه قوله تعالى: (فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم).

الصفحة 139