كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

بآيَةِ ما وَقَفَتْ والرِّكا ... بُ بَيْن الحَجُونِ وبين السِّرَرْ
الحَجُون: عليه سقيفةُ زِياد بن عبيد الله أحد بني الحارث بن كعب، وكان على مكّة. (والسِّرَر): على أربعة أميال من مكّة على يمين الجبل، وكان عبد الصمد ابنُ عليّ قد بَنَى عليه مسجدا.
فقالت تَبرَّرْتَ فى حَجِّنا ... وما كنتَ فينا جَديرا بِبِرّ
يقول (¬1): كنتَ تحدّثنا وتكلِّمنا، ثم أَراكَ تألّهْتَ. ويُرْوَى:
* وما كنتَ فينا حديثًا (¬2) ببَرّ *
وأعلَمُ أنِّي أُمَّ الرَّهيـ ... ـنِ كالظَّبي سيقَ لحَبْل الشَّعَرْ
قال: يقول: أعلم أَنَّ لُقْيتى إياها كالظَّبي سبق للحبالة، أي تلبسي (¬3) بها وتعلُّقي بحبها مثل الحبالة تعلقه. وزعم (¬4) أنه جعل نفسه مثل الظبي.
فَبيْنَا يُسلِّمُ رَجْعَ اليَدْيـ ... ـن باءَ بكفَّةِ حَبْلٍ مُمَرّ
يسلِّم رَجْعَ اليدَين، يقول: يَطأُ وطْئًا سَليما. إذْ باءَ، أى رجع. بكفّةِ حبلٍ مُمَرّ، قد عَلِق إحدى قَوائمه. وباءَ [الدَّمُ] بالدَّمِ، إذا جُعِل هذا بهذا. ومُمرّ: شديدُ الفَتْل. وبكفّة بكسر الكاف.
¬__________
(¬1) كذا في الأصل. ولعله: "تقول كنت تحدثنا" الخ أو: "يقول قالت كنت" الخ.
(¬2) في الأصل: "جديرا" وفيه تكرار مع ما سبق؛ وما أثبتناه عن السكرىّ.
(¬3) في الأصل: "تلبس بي".
(¬4) كذا وردت هذه الجملة في الأصل. ولعلها "وزعم أنه مثل الظبى"؛ أو "وجعل نفسه مثل الظبي". (5) زيادة يقتضها سياق الكلام.

الصفحة 147