كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

أي وظهر (¬1) للثور ربُّ الكلاب. رِهاف: رِقاق الشَّفَرات، يعني نِصالا رِقاقا.
ومقزَّع: محذَّف (¬2) مقدَّر.
فرَمىَ ليُنقِذَ فَرَّهَا فهَوَى له ... سَهْمٌ فَأَنْفَذَ طُرَّتيه المِنْزَعُ (¬3)
فرَمىَ الصائد الثورَ ليشَغَلهَ عن الكلاب. وفَرُّها: ما فَرّ منها؛ يقال: فارٌّ وفَرٌّ مثل صاحب وصَحْب وراكب ورَكْب. وقال بعضهم: فرُّها: بقيّتها.
فكَبا كما يكْبو فَنِيقٌ تارِزٌ ... بالخَبْتِ إلاَّ أنّه هو أبْرَعُ (¬4)
فكَبا الثور كما يكبو فَنِيق: فخل من الإبل. تارز: يابس، أي ميّت. أبرع يريد أن الفَنِيق أعظمُ من الثور.
والدّهرُ لا يَبْقَى على حَدَثانهِ ... مُسْتَشْعِرٌ حَلَقَ الحَديد مُقَنَّعُ (¬5)
مستشعِر، أي اتّخذه شِعارا (¬6). ومقنَّع: عليه مِغْفَر (¬7).
¬__________
(¬1) الأنسب: "فظهر" بالفاء مكان الواو، للملائمة بين التفسير والبيت.
(¬2) المحذّف من الريش ونحوه: المسوّى تسوية حسنة بحذف ما يجب حذفه منه من الفضول.
وفسر ابن الأنباري المقزع بأنه المنتّف من كثرة ما رمى به.
(¬3) طرّتا الثور: مخطّ جنبيه. والمنزع: السهم، لأنه ينزع به. وروى هذا البيت في اللسان مادة "نزع": "فرمى لينقذ فرّها". بضم الفاء وتشديد الراء وتنوين آخره، وقال: إن الفرّه جمع فاره اهـ. والفاره: الحاذق.
(¬4) كبا لوجهه يكبو كبوا: سقط. والخبت: ما اطمأن من الأرض واتسع، وروى "فنيق بارز"، أي ظاهره.
(¬5) في رواية: "متسربل". يقول: إن الدهر لا يبقى على نوبه من حصنته الدروع وقنعته المغافر. وقد بدأ الشاعر يصف الشجاع في الحرب ومصير أمره مع قرنه.
(¬6) الشعار: ما يلي شعر الجسد من الثياب، جمعه شعر ككتاب وكتب.
(¬7) المغفر: زرد ينسج من الدروع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة في الحرب. وقيل: هو حلق يتقنع به المتسلح.

الصفحة 15