كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

فلَوْ نُبِذوا بأَبي ماعِزٍ ... حَديدِ السِّنانِ وشاهِي البَصَرْ
يقول: فلو رُمُوا به. وشاهِي البَصَر، أي عالِي البصر وحديدُه، ليس بمنكِّسٍ مُغْضٍ. يقول: هو سامي الطَّرْفِ. ويُرْوَى: "حَديدِ السلاحِ حديد البَصرْ".
وباِبْنَيْ قُبَيْسٍ ولمَ يُكْلَماَ ... إلى أنْ يُضئَ عَمودُ السَّحَرْ
"إلى أنْ يضئَ عَمودُ السَّحَر" قال: ليلةً إلى الصُّبْح. ويُروَى: السَّجَر وهي الحُمْرة". قال أبو سعيد. "ولَم يَشْحبَا" قال: والشَّجَبُ: الهلَاك. قال: ويقال: شَجَبَ يشَجُبُ إذا هَلَك؛ وأنشَدَنا أبو سعيد:
فمن كان في قَتْله يمْتَرِى ... فإن "أبا نَوفَلٍ" قد شَجَبْ
لَقالَ الأباعِدُ والشّامِتُو ... نَ كانَتْ كلَيْلَةِ أَهلِ الهُزَرْ
الشامِتون: القومُ الذّين نُبِذوا بأبي ماعز. قال: وليلةُ أَهل الهُزَر: يومٌ يُضَرب به المَثَل، وهي وَقعةٌ قديمةٌ لهُذَيل قال: وهو مثلُ قوله:
مَحَلًّا كَوَعْساءِ القَنافذ ضارِبًا ... به كنفًا كالمُخْدِر المتأجِّمِ (¬1)
وقال أبو ذؤيب أيضًا
ألَا هل أتَى أُمَّ الحُوَيرِثِ مُرْسَلٌ ... نَعَم خالِدٌ إن لم تَعُقه العَوائقُ
يُرَى ناصحًا فيما بدا وإذا خَلَا ... فذْلكَ سِكينٌ على الحَلقِ حاذق
¬__________
(¬1) يصف موضعا شاقّ المسلك لا يوصل إليه. والقنافذ: جبال غير طوال. والمشابهة هنا غير ظاهرة.

الصفحة 151