يقول: مِزاجُها الماءُ الّذي في هذا الجَبَل عليه شجرٌ يغطّيه. (¬1) والقِطاط: الجِعاد؛ ويقال: جَعْدٌ قَطَط. وقوله: مُثقَّب، يقول: قد ثُقِّبَتْ أُذُناه ففيها تُومَتان (¬2).
والخُرْس: العُجْمُ الّذين لا يَفْقَهون الكلامَ. القَرِط، يقول: عليه قِرَطة يَعْنى الخَمّار.
فكأنّ فاها حينَ صُفِّيَ طَعْمُه ... واللهِ أو أَشْهَى إليّ وأَطْيَبُ
يقول: كأنّ فاهَا طَعْمُ هذه الخَمْرِ بطعْم هذا العسلِ.
فاليومَ إمّا تُمْسِ فاتَ مَزارُها ... مِنّا وتُصْبِحْ ليس فيها مَأْرَبُ
مَأْرَب: مَفْعَلٌ من الأَرَبِ، وهو الحاجة، أي مَطْلب لِحاجة. ويقال: لا أَرَبَ لى في ذَاك، أي لا حاجة لي فيه.
فالدّهرُ لا يَبْقَى على حَدَثانِه ... أنَسٌ لَفيفٌ ذو طَوائفَ حَوْشَبُ
أَنسَ لَفِيف، أي جماعةٌ كثيرة. طَوائف: نَواح. يقول: هم كثير لا تَجْمَعُهم مَحَلّة واحدة. حَوْشَب: مُنتفِخُ الجَنْبَيْن. ويقال: بعيرٌ حَوْشَبٌ، أي منتَفِخ الجَنْبَينْ (¬3). ولَفِيف: ملتفّ كثير ليس فيه رقّة.
في مجلسٍ بِيضِ الوُجوهِ يَكُنَّهمْ ... غابٌ كأَشْطانِ القَليِبِ مُنَصَّبَ
¬__________
(¬1) كذا وردت هذا التفسير في الأصل. وهو غير صحيح. والذي نراه أنه يقول: ومزاجها أي مزاج العسل هذه الصهباء، أي الخمر الموصوفة في البيت. والعسل مؤنثة كما هو معروف.
(¬2) تومتان، أي لؤلؤتان.
(¬3) ذكر في اللسان وتاج العروس نقلا عن السكري في تفسير الحوشب بالمعنى المذكور هنا أنه استعار ذلك للجمع الكثير.