كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

كأنّه جاء بخبرٍ يصمِّتهم, يأْمُرُهم بأن يَسْكُتوا له، فيقول: اسْمَعوا، فَيسْكُتون. آنستُ: رأيتُ.
طارُوا بكلّ طِمِرّةٍ مَلْبُونةٍ ... جَرْداءَ يَقْدُمُها كُمَيْتٌ شَرْجَبُ
قوله: طِمِرّة , أي طويلة. مَلْبُونة: تُسْقَى اللَّبن. شَرْجَب: طويل جسيم.
وجَرْداء: قصيرةُ الشَّعر.
فرُمُوا بنَقْعٍ يَسْتقِلُّ (¬1) عَصائِبًا ... في الجَوِّ منه ساطِعٌ ومُكَثَّبُ
يقول. أتتهم الخيل فرُمُوا بالغُبار، فإذا الغُبار ساطعٌ في السماء. يقول: سِيقَ إليهم غُبار. عصائبا، أي قِطَعا. ساطِعٌ: منتصِب (¬2). ومكثَّب: مُجْتَمِع في السماء لا يَبرح.
فتعاوروا ضَرْبًا (¬3) وأُشْرِعَ بينَهمْ ... أسَلاتُ ما صاغَ القُيونُ ورَكَّبُوا
فتعاوَرُوا ضَرْبا، يقول: بعضُهم يضِرب بعضا. والأَسَل: الرِّماح.
والأَسَلَة: الرُّمْح.
مِن كلِّ أظْمَى عاتِرٍ (¬4) لا شانَه ... قِصَرٌ ولا راشُ الكُعوبِ مُعَلَّبُ
¬__________
(¬1) يستقل: يرتفع.
(¬2) كان الأولى في تفسير الساطع هنا أن يقول: "منتشر" أو "مرتفع", كما هي عبارة اللغويين.
(¬3) في خزانة الأدب ج 1 ص 474: "ضبرا" مكان قوله: "ضربا". وفسر الضبر بأنه الوثب. كما وردت فيها أيضا رواية الأصل.
(¬4) في خزانة الأدب "أسحم ذابل لا ضرّه", كما روى فيها أيضا: "أسمر" مكان "أسحم" و "أظمى" كما هنا. والأظمى من الرماح: الأسمر. والعاتر: المضطرب المهتز.

الصفحة 188