كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

كلُّ مكانٍ يُتوارَى (¬1) فيه. والشُّدوف: الشُّخوص، الواحد شَدَف. زَرِم، يقال: أَزْرَمَه، وهو أن يَقْطع عليه البولَ أو الحاجةَ قبل أن يُتِمَّه (¬2). وقوله: مُوَكَّل، كأنّه قد وُكِّلَ بها يفَرَقُ أن تكون ناسا. ويقال: أَخَذَه زَرَمٌ، وَأَزْرَمْتُه: إذا قَطعتَ عليه؛ وأنشد: * لا يَحْطِمَنَّكَ أنّ البَيْعَ قد زَرِما *، أي انْقَطع. وقال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلمّ وقد أرادوا حَمْلَ الحَسَنِ بن عليّ -كرم اللهُ وجْهَه- مِن حجِرِه وقد أَخَذ في البوْل: "لا تُزْرِمُوا ابْنيِ".
حتِّى أُتِيحَ له رامٍ بمُجْدَلةٍ ... جَشْءٍ وبِيض نَواحِيهنّ كالسَّجَمٍ (¬3)
قوله: أُتِيح، يُريد قُدِّرَ له. والمُحْدَلة: الّتي غُمِزَ طائِفاها (¬4) حتى اطمأنا. قال: ويقال رَجُلٌ أَحْدَل، وامرأةٌ حَدْلاء، وذلك انحِطاطٌ في المَنْكِب، وهو أن يرتفِع أحدُ المنْكِبين ويطمئنَّ الآخَر. فيقول: حُطَّتْ سِيَتُها (¬5) ثم عُطِفَتْ. والجَشْءُ؛ القَضِيب الخفيف. والبِيضُ: السِّهام. والسَّجَم: شجرٌ له ورق كوَرَق (¬6) الخِلاف. يريد أنّ نِصالَه كورَقِ هذا الشَّجر، مِثلُ وَرَقِ الزَّيتون.
¬__________
(¬1) واحد المغارب بالمعنى الذي ذكره مغرب (بضم الميم وكسر الراء).
(¬2) فسر في اللسان مادتي (صوم) و (زرم) الزرم في هذا البيت بأنه الذي لا ثبت في مكان.
(¬3) في كلتا النسختين (كالشحم) بالشين والحاء؛ وهو تصحيف صوابه ما أثبتنا كما في اللسان (مادة سجم).
(¬4) في اللسان أن القوس المحدلة هي التي حدرت إحدى سيتيها ورفعت الأخرى اهـ وهذا هو الموافق لقول الشارح بعد: "ويقال رجل" الخ وطائف القوس: ما بين السية والأبهر. وفي القوس كبدها، ثم الكلية، وقيل: هما واحد، ثم الأبهر، ثم الطائف، ثم السية.
(¬5) في كلتا النسختين: "سيتاها" والتفريع على المعنى السابق يقتضي الإفراد كما أثبتنا. وسية القوس: ما عطف من طرفيها.
(¬6) قال في اللسان (مادة سجم) في صفة هذا الشجر: إنه شجر له ورق طويل، مؤلل الأطراف، تشبّه به المعابل؛ وأنشد هذا البيت.

الصفحة 195