فراغَ منه بجَنْب الرَّيْد ثمّ كَبا ... على نَضِيٍّ خلالَ الصَّدْر مُنْحَطِم
يقول: راغَ منه بناحيةِ رَيْدِ الجَبَل رَوْغةً ثم عَثَر والسهمُ فيه. والنَّضِىّ: قِدْحٌ بغير ريشٍ ولا نَصْل أَدرَكه طُولُ الزّمان؛ هذا أَصْله، ثم صار كلّ نَضِيٍّ (¬1) سَهْما. وقوله: خِلالَ الصَّدْر، أي دخَلَ بينْ أطْباق الضُّلوع.
ولا صُوارٌ (¬2) مُذَرّاةٌ (¬3) مَناسِجُها ... مِثلُ الفَريدِ الّذي يَجرى من النُّظُمِ
يقول: كأنّ مَناسِجَها ذُرِّيتْ بالمِذْرَى، أي ضَرَبتْها الرِّيحُ كما يُذَرَّى الشَّعيرُ بالمَذارِى. مِثلُ الفَريد، أي كأنها فريد من فضّة من بياضها , يصفُ أجسادها. والفَريد: شيءٌ يُعمَل مدوَّرٌ مِن فِضّة ويُجعَل في الحُلىّ.
ظَلَّتْ صَوافِنَ (¬4) بالأَرْزان صادِيةً ... في ماحِقٍ مِن نهَار الصَّيف مُحْتَدِمِ
قال: الأرزان الأمكِنة الصُّلْبة (¬5)، واحدُها رَزِنْ. والصادى: الذّابل.
ومن قال: "طاوِية" فإنّه يريد خِماصا. وقوله: في ماحِق مِن نهار الصَّيف أي في شِدّةِ حَرّ؛ يقال: أَتانا في ماحِقِ الصَّيْف، أي في شِدّة الحَرّ.
¬__________
(¬1) لعلّ صواب العبارة "ثم صار كل سهم نضيا" عكس ما هنا.
(¬2) الصوار بكسر الصاد وضمها: القطيع من البقر. ومنسج الدابة (بكسر الميم وفتح السين، أو فتح الميم وكسر السين): ما بين مغرز العنق إلى منقطع الحارك في الصلب، وفي عبارة أخرى: ما شخص من فروع الكتفين إلى أصل العنق. وقيل فيه غير ذلك؛ وهو اختلاف في العبارات. والنظم بضمتين: جمع نظام، والخيط الذي ينظم فيه.
(¬3) روى هذا البيت في اللسان (مادة درى) بالدال المهملة (مدرّاة) إلخ، وقال في نفس هذا اللفظ: كأنها هيئت بالمدرى (أي المشط) من طول شعرها، وكذلك أورده في (مادة ذرى) بالمعجمة ولم يفسّره.
(¬4) الصوافن: القائمات على ثلاث قوائم، ثانية سنبك يدها الرابعة.
(¬5) قال في اللسان: الرزن: نقر في حجر أو غلظ في الأرض. وقيل: هو مكان مرتفع يكون فيه الماء، وأنشد بيت ساعدة هذا.