كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

يَغْشى (¬1) الحُزُونَ بها عَمْدا ليُتْعِبها ... شِبْهَ الضِّرار فما يُزْرِى بها التَّعَبُ
قال: والقِفاف: غَلِظٌ من الأرض لا تَجرِى فيه الخَيْل (¬2). يقول: فلمّا أَصْحَرتْ عن القِفاف أدْرَكَتْها الخَيْل.
أنْحَى عليها شُراعِيًّا فغادَرَها ... لَدَى المزاحِفِ تَلَّى في نُضُوخِ دَمِ
أَنْحَى: حَرَّفَ إليها وحَمَل عليها رُمحا. [شُراعيّا]: طويلا، وهو منسوبٌ إلى رجل أو إلى بلد (¬3). وقوله: تَلَّى، يقال: تركتُه تَلِيلا أي صَرِيعا. وقوله: لدى المَزاِحف، أي عند المَزاحِف. قال أبو سعيد؛ النَّضخ أشدُّ من النَّضْح.
فكان حَتْفًا بِمقدار وأَدْرَكَها ... طُولُ النّهار وليَلٌ غيرُ مُنصَرم
يقول: فكان ما أصابها بمقدار. وأدْركها طولُ النهار والليل، ولا يَسلَم عليهما شيء. يقول: غَوائلُ النهار والليل الذي لم ينصرم ولَمْ ينقطع. وقوله: غيرُ مُنصَرِم , يقول: يذهب ويعود.
هل اقتَنَى حَدَثانُ الدَّهرِ من أَنَسٍ ... كانوا بمَعْيَطَ (¬4) لا وَخْشٍ ولا قَزَم
قال أبو سعيد: قوله "هل اقتَنَى حَدَثانُ الدّهْر من أَنَس" جواب:
يا ليت شِعْرى أَلاَ مَنْجَى من الهرَمِ ... أي هل اقتَنَى الموتُ أحدا؟
¬__________
(¬1) في نسخة "يعلو"؛ وهو مستقيم أيضًا.
(¬2) واضح أن هذا تفسير للقف بالضم لا للقفاف الذي هو الجمع.
(¬3) لم نجد في الكتب التي بين أيدينا اسم بلد ينسب إليه هذا الرمح. والذي وجدناه أنه ينسب إلى رجل أسمه (شراع).
(¬4) في رواية: "من أحد" مكان "من أنس". ومعيط: موضع ببلاد هذيل.

الصفحة 200