كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

يقول: لو كان الزمانُ مُقْتَنِيا أحدا أَبْقَى هؤلاء. الوَخْش: الأنذال. ووَخْشُ المَتاع: رُذالُه. والقَزَم: اللِّئام؛ ويقال. إِبِلٌ قَزَم وقومٌ قَزَم. يقول: هؤلاء ليسوا بلِئام.
كَيْدًا وجمْعًا بآناسٍ كأنّهُمُ ... أَفْنادُ كَبْكَبَ ذاتُ الشَّثِّ والخَزَمِ
قوله: بآناس، جَمْعُ أَنسَ، وهم الكثير. والفِنْد: الأَنْف من الجَبل. وأَفْنادُه وشَماريخه واحد. وكَبْكَب: الجَبَل الأبيض (¬1)، جَبَل بالموقف. يقول: لو كانت (¬2) لهم كتائبُ وجُيوشٌ كأنها أَفنْادُ جَبَل لأَدْركَهم الموتُ. والخَزَم: شجر (¬3).
قال أبو سعيد: وبالمدينة سُوقٌ يقال لها سُوقُ الخَزّامِين. يؤخذ قِشْعر هذا الشَّجَر فتُفْتَل منه الحِبال.
يُهْدى ابنُ جُعْشُمٍ الأَنْباءَ نَحوَهُمُ ... لا مُنْتَأَي عن حِياض المَوْتِ والحُمَمِ
قال: ابنُ جُعْشُمٍ سُراقةُ بُن مالك بنِ جُعْشُم. [نحوَهم]، أي نحو هؤلاء القوم. يقول: يُرِسل إليهم بالأخبار فلَم يَنْفَعْهم ذلك، نَزَلَ بهم القدَر فاجتِيحوا، يقول: فلم ينفعهم ذلك، لأنه لا يستطيع أحد أن يَنْتئَى عن الموت. والحُمَم: الأَقدار، يقال: حُمّ كذا وكذا أي قُدِّر، والواحدُ حُمّة وحُمَم , مِثلُ جُمّةٍ وجُمَم وقوله: يُهْدِى، يَبْعَث. والهَدْيُ مِن الهدّية وأَنْشَدنا: * سأُهدِى لها فِي كلّ عامٍ قصِيدةً *
¬__________
(¬1) في ياقوت: قيل هو الجبل الأحمر الذي تجعله في ظهرك إذا وقفت بعرفة.
(¬2) كان الأولى أن يقول: "كانت لهم كتائب وجيوش كأنها أفناد جبل فأدركهم الموت، كما يقتضيه سياق الشعر، إذ لا يظهر فيه معنى الشرط الذي ذكره الشارح.
(¬3) قال أبو حنيفة في الخزم: إنه شجر مثل الدوم سواء، وله أفنان وبسر صغار، يسودّ إذا أينع، مرّ عفص، لا يأكله الناس، ولكن الغربان حريصة عليه تنتابه اهـ. والشث، شجر طيَّب الريح، مرّ الطعم، يدبغ به. وقال أبو حنيفة: هو شجر مثل شجر التفاح القصار في القدر، وورقه شبيه بورق الخلاف، ولا شوك له وله برمة مورّدة وسنفة صغيرة فيها ثلاث حبّات أو أربع سود، ترعاه الحمام؛ واحدته شثّة.

الصفحة 201