كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

هاضُوهم، أي كَسَروهم؛ ويقال: دَقُّوهم. وأَرْجاء: نَواحٍ. هارٍ: تكسَّرَ وانهَدَم؛ هَار ينهار (¬1)، وشَبَّهَهم بجُرُفٍ استَخَفَّه الماءُ فغَمَره. فشبّه الوادي (¬2) الّذي وَصَفَ بالبحر. واليمّ: البحر. زَفاه: اِستَخَفّه وزَهاُه.
فَجلَّزوا بأُسارَى في زِمامهِمُ ... وجامِلٍ كَحرمِ الطَّوْدِ مُقْتَسَمِ
قوله: في زمِامِهِم، أي في حِبالهم (¬3). وحَزِيمه: وَسَطُه. والحَزيم: موضِع الِحزامِ وصَدْرُه (¬4). وقولُه: جَلَّزوا، أي مَضَوا ومَرُّوا مَرّا خفيفا.
"وقال ساعدة أيضا"
وما ضَرَبٌ بيضاءُ يَسقى دَبوبَها ... دُفاقٌ (¬5) فعَرْوانُ الكَراثِ فضِيمُها
في الأصل: عُرْوان؛ والأجوَد الفتحُ. قال أبو سعيد: الضَّرَب: العسل الشديد الصُّلْب الأبيض. قال: وإذا اشتدّ العسل فقد استَضْرَب، [وذلك] إذا أكلَ النّحلُ البَردَ. دَبُوب: غَوْر (¬6). وعَرْوان: وادٍ (¬7). والكَراث: شجر (¬8). وضِيم:
¬__________
(¬1) كان الأولى أن يقول: (يهور) لأن ذلك مضارع (هار).
(¬2) يلاحظ أنه لم يشبه واديا بالبحر في البيت كما ذكر الشارح، وإنما شبه العسكر أو الجيش المنهزم بالجرف المنهار بفعل البحر.
(¬3) كان الأولى تفسير الزمام بالحبل الواحد لا بالحبال.
(¬4) لعل صوابه "والصدر".
(¬5) دفاق: موضع قرب مكة كما في ياقوت.
(¬6) في كلتا النسختين (نور) ولم نجد الدبوب بهذا المعنى فيما لدينا من كتب اللغة، ولعل صوابه ما أثبتنا أخذا من قولهم في تفسير الدبوب إنه الغار القعير.
وأورد في اللسان هذا البيت (مادة دبب) شاهدا على أن الدبوب اسم موضع. وقال ياقوت: هو موضع في جبال هذيل، وأنشد هذا البيت أيضا.
(¬7) قال ياقوت نقلا عن نصر: عروان جبل بمكة، وهو الجبل الذي في ذروته الطائف، وتسكنه قبائل هذيل. ثم أنشد بيت ساعدة هذا.
(¬8) قال أبو حنيفة: الكراث شجرة جبلية لها خطرة ناعمة لينة إذا فدغت هراقت لبنا. والناس يستمشون بلبها. وفي موضع آخر أن الكراث تطول قصبته الوسطى حتى تكون أطول من الرجل.

الصفحة 207