كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

جَمالَكِ، يقول: لا تَنْسَى جَمالكِ، تَجمَّليِ بِجُهْدِكِ، فإنّما يكفِيكِ ويغنِيكِ عيشٌ قليل. وقد مضى عمرى، أي عيشي. إنما يُجْدِيكِ عَيْشُ، أي يكفيك ويُجزِئُكِ عيشٌ قليل. وقليلٌ ما يُجْدِى عليكِ، أي قَلَّ ما ينفعُكِ. ويقال في "جَمالَك": تجمَّلى واذكرى جَمالَكِ. وقال أبو ذؤيب:
جَمَالَكَ أيُّها القلبُ القَريحُ ... ستَلقَى مَن تُحِبُّ فَتَستريِح
وقال الآخَر:
* ويَقْنَى الحياءَ الَمْرءُ والرُّمحُ شاجِرُه * (¬1)
أي يلزَم الحياءَ وقد شجرته الرِّماح.
وإنِّي يا أُمَيْمَ ليَجْتَديِني ... بنُصْحَتِه المحسَّبُ والدَّخِيلُ
يجتديني: يعتمِدني. (¬2) بنُصحَتِه: صميم أمرِه. وناصحُ كلِّ شيءٍ: خالِصُه وصمِيمُه ومنه قول الشاعر (¬3):
فأَزالَ ناصِحَها بأبيَضَ مُفْرَطٍ ... من ماءِ أَلْهابٍ عليه التَّألَبُ
ويُروَى: لَيَعْمِدَنِّي، وأنشَدَنا لأبي ذؤيب:
لَأُخبرتِ أنّا نجتَدِى الحمدَ إنَّما ... يُكلَّفه مِن النّفوسِ خِيارُها
قال. ومنه قَولُ عنترة:
¬__________
(¬1) أورد هذا الشطر لما فيه من معنى التجمل.
(¬2) لم يرد في كتب اللغة التي بين أيدينا النصحة بهذا المعنى الذي ذكره؛ والذي ورد بهذا المعنى الناصح كما ذكر بعد. وقد ضبطناه هكذا كما ورد في الأصل.
(¬3) هو ساعدة بن جؤية الذي نحن بصدد شعره.

الصفحة 212