كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

قصائدُ مِن قول امريءٍ يجتدِيكُم ... بني العُشَراءِ فارْتدُوا أو تَقَلَّدوا
يريد يختصّكم بها ويجعلكم جَدْوَى. والمحسَّب: المكرم (¬1). قال أبو سعيد: وحدّثنا شُعْبة عن سماكِ بنِ حرب قال: يقال: ما حَسَّبوا جارهم، أي ما كرَّموه.
ويقال: ما يُحسِبُك أي ما يكفِيك. ويجتدِينى: يختصّنى.
ولا نَسَبٌ سَمِعتُ به قَلانِى ... أُخالِطُه أُميمَ ولا خَليِلُ
يقول: ولا ذو نَسَب. وهذا كقوله: غَضِبتِ علينا يا رَحِم، وإنما يعني به أهلَ الرَّحِم. وقلانِى: أَبغَضَنى.
أَنِدُّ من القِلَى وأَصونُ عرْضِى ... ولا أَذَأُ الصَّديقَ بما يقولُ (¬2)
أنِدُّ مِن القِلَى، يقول: أفِرّ مِن القِلَى. والقِلَى: البُغْض، ممّا (¬3) يُقلَى من الأخلاق. ولا أذأُ الصَّدِيق، يقول: ولا أُوذيه وأُعنِته وأُدْخلُ عليه مكروها. ويقال: وَذَأَه يذَؤُه وذأً قبيحا، مِثل وضعَه يضعُه وضْعا، وذأْتُه فأنَا آذَؤُه وَذأً، كأنه آذاه.
وإنِّي لَابنُ أقوامٍ زِنادِى ... زَواخِرُ والغُصونُ لها أُصولُ
زِنادِى زواخِر، أي شجرتي تطول في السماء، فأنا في شجرةٍ ثابتة الأصل طويلة الفرع.
وما إنْ يَتَّقِى من لا تَقِيه ... مَنيّتُه فيُقْصِر أو يُطِيلُ
¬__________
(¬1) كذا فسر الشارح هذه الكلمة؛ والذي يلوح لنا أن المحسب هنا ذو الحسب بمعنى الشرف الثابت في الآباء، بدليل عطف الدخيل عليه.
(¬2) في رواية "بما أقول"؛ اللسان (مادة وذأ).
(¬3) مما يقلى، أي أندّ مما يقلى.

الصفحة 213