كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

قال: أراد أنّ لها خُفًّا (¬1) غليظا قد تكسَّر أو تجسّأ (¬2)، من قولِك: ثَلَب فلانٌ عِرْضَ فلان أي كسّره وقطّعه. والشهْبرة (¬3): التي قد أَسنّت. والنَّهْشلة: مِثلُها، وهما واحد وأنشَدَنا أبو سعيد:
رُبَّ عَجوزٍ مِن أناسٍ شَهْبَرهْ ... علّمتُها الإنقاضَ بعد القَرْقَرهْ
يقول: أَغارَ (¬4) عليها فأخذ إِبلها وتركها تُنْقض بالغنم. والقرْقَرة للإبل , والإنقاض للغَنَم، والشَّهْبَرة، هي الكبيرة المُسِنّة. والنَّؤول، هي الّتي كأنها تدافَعُ بِحملٍ، يقال: مّرَّ يَنْأل بِحمْلِه نأْلا. والنَّؤول: الّتي تمشِى كأنّها مُثقَلة.
تَبِيتُ اللَّيلَ لا يَخفَى عليها ... حِمارٌ حيث جُرَّ ولا قَتِيلُ
كَمشْي الأَقْبَلِ السّارِى عليها ... عِفاءٌ كالعَباءةِ عَفْشَلِيلُ
¬__________
(¬1) في كلتا النسختين "خدا" بالدال؛ وهو تحريف.
(¬2) تجسأ: تصلب وخشن. وفي كلتا النسخين "تخسأ" بالخاء المعجمة؛ وهو تحريف إذ لم نجد من معانيه ما يناسب السياق.
(¬3) ويقال الشهربة أيضا؛ وقد روى هذا البيت في اللسان (مادة نأل) شهربة بتقديم الراء على الباء.
(¬4) أورد صاحب اللسان هذا البيت (مادة شهبر) وذكر أنه لشظاط الضبى أحد اللصوص الفتاك وكان رأى عجوزا معها جمل حسن، وكان راكبا على بكر له. فنزل عنه وقال: أمسكي لي هذا البكر لأقضى حاجة وأعود. فلم تستطع العجوز حفظ الجملين؛ فانفلت منها جملها وندّ، فقال: أنا آتيك به، فمضى وركبه وقال: "رب عجوز من نمير شهبرة" الخ البيت. ثم قال: أراد أنها كانت ذات إبل فأغرت عليها ولم أترك لها غير شويهات تنقض بها. وفسر الإنقاض في مادتي (شهبر ونقض) بأنه صوت صغار الإبل. والقرقرة بأنها صوت الكبير منها، وفي مادة "قرقر" أن الإنقاض دعاء الغنم، والقرقرة دعاء الإبل، وهو الموافق لما هنا في الشرح. وذكر صاحب اللسان في هذه المادة أيضا بعد أن أنشد هذا البيت أن معناه أنه سبى تلك العجوز فحوّلها إلى ما لم تعرف اهـ. أي حوّلها إلى رعي الغنم بعد الإبل.

الصفحة 216