كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

قال أبو سعيد: تَمشِي كمشي الأَقْبَل الّذي في عينه قَبَل شبيهٌ بالحوَل. وعِفاؤُها وبَرُها وشَعرُها. (¬1) والعَفشَلِيل: الجافى، ويقال: ثوبٌ عَفْشلِيل، أي جافٍ ثقيل. قال: يقول تَمشِى كَمشى الأقبل الذي يسير بالليل فكأنه يتلفت يدير عينيه.
فذاحَتْ بالوَتائر ثم بَدَّتْ ... يَدَيْها عند جانبِه (¬2) تَهِيلُ
ذاحَتْ: مرّت مرا سِريعا سهلا (¬3). والوَتائر: طرائق (¬4) مرتفعة من الأرض يتبع (¬5) بها بناءُ القبور. والوتيرة من الأرض كأنها طرِيقة منقادة دقيقة؛ ويقال: هو على وَتِيرةٍ أي علي طريقةٍ مستقيمة. وقوله: بَدَّت يدَيها، أي فتحتْ ما بين يديها. وتهيل: تنبِشُ. يقال: هالَ الترابَ يهيلُه إذا نبشه.
هُنالِكَ حِينَ يَتْرُكه ويَغْدُو ... سَلِيبًا ليس في يده فَتيِلُ
حين يتركه: إذا تَرَكَ مالَه. والفَتِيل: الذي في شِقّ النَّواة.
¬__________
(¬1) ذكر في اللسان هذا البيت شاهدا على أن العفشليل من أسماء الضبع.
(¬2) في نسخة "جانبها".
(¬3) في اللسان مادة (ذاح) الذوح السير العنيف؛ وأنشد بيت ساعدة هذا. ولم يرد في تفسير الذوح معنى السهولة كما ذكره الشارح هنا.
(¬4) قال في اللسان (مادة وتر) في تفسير الوتيرة: إنها قطعة تسكن وتغلظ وتنقاد من الأرض. ثم قال: وربما شبهت القبور بها؛ وأنشد بيت ساعدة هذا؛ وذكر أيضا بعد ما يوافق تفسير الشارح هنا، وقال: إن تفسير الوتيرة بالطريقة تفسير الأصمعي. ونقل عن أبي عمرو الشيباني أن الوتائر في هذا البيت ما بين أصابع الضبع؛ يريد أنها فرّجت بين أصابعها.
(¬5) لعل في هذه الكلمة تحريفا صوابه "يشبه بها" أو ما يفيد هذا المعنى كما هو نص عبارة اللسان (مادة وتر).

الصفحة 217