كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

ولو أنّ الّذي يُتْقَى (¬1) عليه ... بضَحْيانٍ أشَمَّ به الوُعولُ
ضَحْيان: جبلٌ ضاحٍ. يقول: ليس فيه شجرٌ يوارى من بهذا الجبل. أشمّ: طويل مشِرف.
عَذاةٍ ظَهْرُه نَجْدٌ عليه ... ضَبابٌ تَنْتحيه الرِّيُح مِيلُ
أي ظَهرُه نجدٌ وأسفَلُه تِهامة [وأهلُ تهامةَ يقولون: رجلٌ من أهل نُجُد؛ يريدون نجدا (¬2)] والعَذاة: البعيدة من الماءِ والرِّيف (¬3). يقول: ظهرُه مُشرِف وأسفلهُ تهامة. تنتحيه, أي تأخذه يمنةً ويَسْره. ميل (¬4) , ضبابٌ ميل: يميل مع الريح.
¬__________
(¬1) يتقى عليه, أي لو أن الذي تتخذ الوقاية والمحافظة عليه حصن في جبل صفته ما ذكر لآيته الحوادث الخ. هذا ما يظهر لنا من معنى هذا البيت. وقد ضبطنا "يتقى" بسكون التاء وفتحها لما ورد في اللسان (مادة وقى) من اختلاف الأقوال في ذلك، فقد ورد فيه أولا مما يدل على فتحها ما نصه: أصل تقى أي بفتح التاء يتقى أي بتشديدها، فحذفت التاء الأولى، ثم أنشد بيت خفاف في ندبة:
جلاها الصيقلون فأخلصوها ... خفافا كلها يتقى بأثر
بفتح التاء ثم ذكر كلاما لأبي منصور يدل على تسكينها، قال: اتقى يتقى (أي بتشديد التاء) كان في الأصل أو تقى على افتعل فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها وأبدلت منها التاء، وأدغمت، فلما كثر استعماله على لفظ الافتعال توهموا أن التاء من نفس الحرف، فجعلوه اتقى يتقى بفتح التاء فيهما مخففة، ثم لم يجدوا له مثلا في كلامهم يلحقونه به فقالوا: تقى يتقى مثل قضى يقضى؛ ثم أنشد قول الأسدى:
ولا أتقى الغيور إذا رآني ... ومثلى لزّ بالحمس الربيس
بسكون التاء في أتقى. ومن رواها بتحريك التاء فإنما هو على ما ذكر من التخفيف. قال ابن برى: والصحيح في هذا البيت وفي بيت خفاف بن ندبة يتقى وأتقى بفتح التاء فيهما لا غير الخ.
(¬2) ذكر في اللسان (مادة نجد) نقلا عن الأخفش أن نجدا بضمتين بمعنى نجد (بفتح فسكون) لغة هذيل وقد أثبتنا هذه التكملة عن "ب".
(¬3) في اللسان مادة (عذا) العذاة: الأرض الطيبة التربة الكريمة المنبت التي ليست بسبخة. وقيل هي الأرض البعيدة عن الأحساء والنزوز والريف، السهلة المريئة التي يكون كلؤها مريئا ناجعا؛ وقيل فيها غير ذلك.
(¬4) في الأصول: "مثل" بالثاء؛ وهو تصحيف.

الصفحة 218