كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

وقال يهجو امرأة من بني الدِّيلِ بنِ بكر:
فيمَ نساءُ الناسِ مِنْ وَتَرِيّةٍ (¬1) ... سَفَنَّجةٍ كأنّها قوسُ تَأْلَبِ
سَفَنّجة: سريعة، يريد امرأةً. وتَأْلَب: نَبْت (¬2).
لها إلْدةٌ (¬3) سُفْعُ الوُجوه كأنّهمْ ... نصالٌ شَراها القَيْنُ لمّا تُرَكَّبِ
قال أبو جعفر الأصفهانىّ: الرواية "لها (¬4) لدِة" سُفْعُ الوُجوه، حُمر الوجُوه. والسُّفْعة: حُمرةٌ إلى السواد، والذَّكَر أسفَع، والأنثى سَفْعاء. وشراها: اشتراها تكون لهما جميعا (¬5). والقَيْن: الحدَّاد، وكل من يعملُ بحديدة فهو قَين (¬6).
إذا جَلستْ في الدار يوما تأبَّضتْ (¬7) ... تأبُّضَ ذئبِ التَّلْعةِ المتصوِّبِ
¬__________
(¬1) وترية: نسبة إلى الوتائر، وهي مساكن الذين منهم هذه المرأة التي يهجوها. وقبل: وترية أي صلبة كالوتر (اللسان مادة وتر) وفي هذا البيت الخرم كما ترى.
(¬2) قد سبق التعريف بالتألب في قول ساعدة في القصيدة الأولى من شعره:
فأزال ناصحها بأبيض مفرط ... من ماء ألهاب عليه التألب
(¬3) الإلدة: الأولاد، كالولدة بالواو المكسورة أيضا.
(¬4) كذا في الأصل. ولم نجد اللدة بالمعنى المراد هنا وهو الأولاد فيما راجعناه من كتب اللغة وإنما اللدة الترب؛ وهو غير مراد هنا، وأيضا فاللدة مفرد، فلا يصح وصفه بالجمع؛ فلعل في الكلمة واوا سقطت من الناسخ، والأصل "ولدة" بكسر الواو.
(¬5) تكون لهما جميعًا، أي أن هذه الكلمة تستعمل في البيع والشراء.
(¬6) قال ابن السكيت: قلت لعمارة: إن بعض الرواة زعم أن كل عامل بالحديد قين. فقال: كذب، إنما القين الذي يعمل بالحديد ويعمل بالكير.
ولا يقال للصائغ قين ولا للنجار قين.
(¬7) التأبض: التقبض وشدّ الرجلين قاله في اللسان (مادة أبض) وأنشد بيت ساعدة هذا، ثم قال: أراد أنها تجلس جلسة الذئب إذا أقعي؛ وإذا تأبض على التلعة رأيته منكبا.

الصفحة 220