كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

شَروبٌ لمِاءِ (¬1) اللَّحمِ في كلّ صَيْفةٍ ... وإن لم تجِدْ مَن ينُزْلُ الدَّرَّ تَحْلُبِ
نُفاثِيّةُ (¬2) أيّان ما شاءَ أهلُها ... رأَوا فُوقَها في الخُصِّ لمَ يتَغيّب
الفُوق: الفَرْج.
إذا جَلستْ في الدار حَكّتْ عجانَها ... بعُرْقوبها من ناخِسٍ متقوِّبِ
الناخِس: الجرب (¬3). والمتقوِّب: المتقشِّر.
إذا مُهرتْ صُلْبا قليلا عُراقُه ... تقول: ألا أرضَيْتَنى (¬4) فتَقرَّبِ
مُصَنْتَعُ (¬5) أعلى الحاجِبيَنِ مسبَّلٌ ... له وَبَرٌ كأنّه صُوفُ ثَعلَبِ
قال الشيخ أبو عمران: لا أدرى هل قرأتُ هذا البيتَ على أبي بكر بن دُرَيْد أم لا، يعنِي "مصنتع أعلى الحاحبين".
¬__________
(¬1) ماء اللحم: الدم. وقيل: أراد بماء اللحم المرق تحسوه دون عيالها. وإن لم تجد من يحلب لها حلبت هي، وحلب النساء عار عند العرب. (اللسان مادة موه).
(¬2) نفاثية: نسبة إلى نفاثة بن عديّ بن الديل من كنانة.
(¬3) في اللسان: الناخس جرب يكون عند ذنب البعير. قال: واستعار ساعدة ذلك للمرأة؛ وأنشد هذا البيت.
(¬4) أنشد في اللسان بيت ساعدة هذا. وروى فيه "اديتنى" مكان "أرضيتنى".
والصواب رواية الأصل، إذا لم نجد في كتب اللغة أن أدى يتعدى إلى مفعولين، فلا يقال: أدى المرأة مهرها مثلا. بل يقال: أدّى إليها. والعراق هنا القطع من اللحم. قال في اللسان (مادة عرق): والعرق بالفتح: الفدرة من اللحم، وجمعه عراق (بضم العين)؛ وهو من الجمع العزيز، ولم يفسر في اللسان مراد الشاعر بقوله: صلبا قليلا عراقه. ولعل المراد به متاع الرجل.
(¬5) لم نجد في كتب اللغة (مادة صنتع) أنه يقال "مصنتع" والذي وجدناه الصنتع بضم الصاد والتاء وسكون ما بينهما، وهو الناتئ الحاجبين الصلب الرأس؛ ويقال ذلك الحمار. وظاهر أنه لا ارتباط بين هذا البيت وبين ما قبله، فلعل قبله بيتا أو أكثر قد سقط من الناسخ.

الصفحة 221