كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 1)

وقال يَرثى ابنَ عمٍّ له لقبه عبدُ شمس, واسمه جُنْدَب، قتلتْه قَسْرٌ، وهي قبيلة: (¬1)
ألا يا فتًى ما عبدُ شمسٍ بمِثْله ... يُبَلُّ على العادى (¬2) وتُؤبَى المخَاسِفُ
قال: ويُروى "أُبِلَّ على العادى (2) " قال أبو سعيد: قوله: "ألا يا فتى" كأنه يندُبه. عبد شمس: اسم الرجل، و"ما" (¬3) زائدة. ثم قال: "بمِثله". أبلَّ على كذا وكذا أي غلب عليه. يقول: غُلِب على العادى به. ويقال: أَبَلَّ عليّ فلانٌ أي غلبنى عليه (¬4). والمخاسف: الضَّيم (¬5)؛ وأنشدَنا:
وزيدٌ إذا ما سِيمَ خَسْفا رأيتَه ... كسِيدِ الغَضَى أَربَى لكَ المتظالعِ
أَربَى: أَشرَفَ. قال وأنشَدَنا أبو سعيد أيضًا:
لهَانَ عليّ أن تثنى (¬6) مُناخةً ... على الخَسْف (¬7) ما نُجْتيّةُ ابنِ رَباحِ
¬__________
(¬1) هي قبيلة من بجيلة، وأبوها قسر بن عبقر بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث أخو الأزد بن الغوث، ومنهم خالد بن عبد الله القسرى ورهطه.
(¬2) كذا في لسان العرب (مادتى بلل وخسف) وكذلك في النسخة الأوربية. والذي في الأصل: "العدى" بضم العين وتشديد الدال. ولم نجده فيما راجعناه من كتب اللغة. ولعله محرّف عن العدا بضم العين وتخفيف الدال أو العدى بكسر العين وتخفيف الدال، أي الأعداء.
(¬3) قال في اللسان (مادة بلل) في شرح قوله: "ما عبد شمس" ما نصه: "وقوله: ما عبد شمس تعظيم، كقولك: سبحان الله ما هو ومن هو، لا تريد الاستفهام عن ذاته تعالى، وإنما هو تعظيم وتفخيم".
(¬4) كذا وردت هذه الكلمة في الأصل؛ والظاهر أنها زيادة من الناسخ.
(¬5) كان الأولى أن يقول: والمخاسف: جمع خسف , وهو الضيم.
(¬6) كذا في الأصل. ولعله "تبييت".
(¬7) "ما" هنا زائدة.

الصفحة 222